حوراء حوماني
نادراً ما يستمتع راكب سيارات الأجرة في شوارع بيروت المكتظة أثناء تنقله، إن بسبب زحمة السير وإن بسبب أحاديث السائق وصوت مذياعه المرتفع أحياناً. لكن ركّاب سيارة حسين فقيه (62 سنة)، يفضّلون قضاء وقت أطول برفقته وهم يستمعون الى مهاراته في ارتجال “ردّيات” عامية، بالإضافة الى الورود المنثورة على مقدمة السيارة من الداخل التي تضفي نوعاً من التفرد على “الجو”. فهو يعبّر عن غضبه من الوضع على طريقته الخاصة، قائلاً:
“بالقصة غصة وخرب بيوت عمّالي يغلي البنزين تيرجعنا ع المازوت”.
وحين يطلب منه أحد الركاب أن “يضرب” صاحب عربة خضر تسبّب زحمة إضافية بين السيارات بـ“رديّة” غاضبة، يرد حسين قائلاً:
“قال اتركني تغمرني البهجة
واحكي بأجمل لهجة
لإنو إنسان مسكين
بدي إمدح مش إهجي”.
يضحك الركّاب معجبين بسهولة وسرعة حسين في الرد. فيسأله أحدهم لماذا يحكي بهذه الطريقة؟ فيسرع الى الإجابة:
“أصبحت جداً محرج
بتمنى إنها تفرج
ما عندي غير الكلمات
على الهوا عم تتدحرج”.
ولا يتوانى عن التغزل بالفتيات اللواتي يستقلن سيارته. فيقول لفتاة ركبت من منطقة الكولا:
“يلي كلها لياقة
جمعنالا أجمل باقة
إن شاء الله بكرا ع الكولا
الساعة تلاتة بنتلاقه”.
لكن حين يطالبه أحدهم بالمزيد من “الردّيات” يتخذ قراره بالسكوت، معلناً:
“ع السكوت بدي إتمرس
من هون لبيتي إخرس
لإني بدي إسمع
حكي ناس بتتقدس”.