خالد صاغيّة
مدّدت إدارة الجامعة اللبنانية قرار إقفال أبوابها حتّى يوم v المقبل. إجراء جديد لمنع انطلاق «الفتنة» الموعودة من الحرم الجامعيّ. خطوة مشكورة، ولكن لمَ وقع الاختيار على الاثنين؟ لمَ لا تؤجَّل الجامعات حتّى الخميس أو السبت أو تلغى الدروس لهذا العام؟ هل تظنّ الإدارة أنّ النفوس ستهدأ من الآن وحتّى الاثنين؟
من حيث المبدأ، يمكن القول إنّ «الفتنة»، إذا كان لا مجال من ردّها، فالأفــــــــــضل أن تأتي من صرح أكاديميّ بدلاً من أن تنطلق من شارع أو زاروب. على الأقلّ، ستكون فتنة علميّة وحضاريّة تليق بسمعة البلاد. فخطأ عام 1975 ينبغي ألا يتكرّر. يومها، غرقت البلاد في حمّام دم مجاني. فهل يعقل أن يتقاتل المسلمون والمسيحيّون؟ كانت بهدلة ما بعدها بهدلة. أمّا المطروح اليوم، فـ«فتنة» محترمة. صراع جذره ثقافي بالـــــــمعنى العميق للكلمة. صراع بين قيم الاعتدال والحداثة وبين محاربة الإمبريالية. يمثّل أبطال «غزوة الأشرفية» ينبوع الحداثة، فيما يشكّل الأخ كمال شاتيلا رأس حربة مقارعة الإمبريالية.
إنّ صراعاً من هذا النوع مسرحه الطبيعي حرم الجامعة، وحرم الجامعة الوطنية على وجه الخصوص. أمّا الحديث عن تحييد الجامعات فساذج إلى أبعد الحدود. إذ كيف يمكن جامعة أن تنوجد أصلاً إذا هُزم المشروع الحداثيّ في هذه البلاد؟ وهل يمكن أصلاً تخيّل جامعات تزدهر في لبنان من دون أنطوان زهرا في البرلمان؟