الوقت ليس وقت تسلية، وعشاق الإنترنت في لبنان لم يدعوا ساعات الصباح تذهب سدى، إذ انتعشت غرف المحادثـــــــات ومنتديات الحوار الإلكترونية. وكان المعارضون للحكومة الأكثر نشاطاً، فقد أرادوا التعبير عن بعض آرائهم قبل النزول إلى الشارع.ومن الملاحظات التي سجلت في منتديات “صوتك” و“حريات” وشباب وغيرها، الدعوات المتكررة للحكومة إلى الرحيل، وأخرى تهــــــــــاجم السياسيــــــــــين الذين يوجهــون الاتهامات للمعارضة. بعضهم يسأل عن النصر والخسارة، فتأتي الإجابات متنوعة بتنوع انتماءات الشباب اللبنانيين. البعض يطرح رأيه في حرب تموز، فيما آخرون يتحدثون عن انتصارات أطراف لبنانية.
“إشهد يا عالم علينا وعلى بيروت” يرد زائر لموقع “صوتك أون لاين”، فيما تطرح زائرة في موقع آخر أحجيةً، فتستطلع المشاركين في الحوار: هل سيبكي الرئيس السنيورة أم لا؟
لا يقف المؤيدون للحكومة مكتوفي الأيدي بل يحاولون التصدي “إلكترونياً” لما يدلي به أبناء المعارضة، لكن مشاركاتهم في منتديات الشباب لم تكن كثيفة أمس مقارنة بمشاركات المطالبين بحكومة وحدة وطنية. وتركزت بعض النقاشات على انتقاد تعاطي وسائل الإعلام اللبنانية مع الحدث أمس، ولكن لم يقم بتقويم الأداء الإعلامي ناقدون متخصصون بل شبان غاضبون، لذلك جاءت تعبيراتهم وتوصيفاتهم بسيطة وواضحة كأن يقول أحدهم “المذيع Y من قناة X أبله يا حرام”.
التعبير عبر الشـــــــــبكة الإلكــــــترونيــة لم يقتصر قـــــــــــبل ظهر أمس على النقاش بالكلام، بل شكلت الصور والتصاميم الغرافيك جزءاً رئيساً من وسائل التعبير. الأرزة اللبنانية ظهرت في غير موقع، في مواقع الموالين للحكومة والمعارضيـــــــــن لها على حد سواء، وتفنن مستخدمو الإنترنت في تنفيذ رسوم وشـــــــــعــــــــــارات تعبّر عن آرائهم.
عند الساعة الواحدة بعد الظهر توقفت معظم منتديات الحوار، وتوجه جزء كبير من المتحادثين إلى وسط بيروت للمشاركة في التظاهرة والاعتصام المفتوح، وهكذا تنوعت رسائل الوداع الإلكتروني، ومنها “إلى اللقاء في ساحة الشهداء”، أو “سأعود بعد سقوط الحكومة”، أو “لا تنسوا تسجيل ملاحظاتكم فسنتحاور قريباً”، ومن عبارات الوداع “سألقاكم بعد حين، بالتأكيد ليس بعد عام ولا بعد جيل”.
(الأخبار)