“النوم ممنوع قبل أن تسقط الحكومة” هذا ما يؤمن به بعض الشباب المشاركين في اعتصام المعارضة اللبنانية، لذلك يسابقون الفجر، يحملون الطبلة ويتوجهون نحو الخيم المنصوبة في أماكن متفرقة في وسط بيروت.فجأة يتحول صمت الليل ضجيجاً لا تتحمله الأذن.. فجأة يصير النوم حلماً مستحيلاً.
الرافضون للنوم قبل سقوط الحكومة يعتقدون أن قرارهم يجب أن يسري على كل المشاركين في الاعتصام، ولذلك فهم يبذلون جهوداً كبيرة لتطبيق قرارهم وتتكلل مساعيهم بالنجاح.
يتوزع هؤلاء الشباب مجموعات وتتولى كل مجموعة مهمة إيقاظ النائمين في خيم مربع معين من مكان الاعتصام. بعضهم يستخدم الدربكة مع الطبلة، يغنون ويهتفون بشعارات النهار مضافة إليها “شعارات ضد النوم” ومنها “بارتاتو بارتاتو على جسمو عامل tatoo” و“ما في نوم ما في نوم الحكومة تسقط اليوم”. وكلما انتهت مجموعة من إيقاظ كل النائمين في خيمة معينة تكافئهم بإطلاق شعارات وأغان تحبذ سياسة الحزب أو المجموعة التي ينتمي إليها “النائمون السابقون”. وتنهي كل مجموعة جولتها بالوقوف خلف الشباك التي تفصل المعتصمين عن السرايا الحكومية، ويبدأ أعضاء المجموعة بعزف موسيقى تتناغم مع الشعارات التي يرددونها مطالبين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالاستقالة.
تجري عمليات “إيقاظ” النائمين وسط أجواء فرحة، وتنتهي عادة بجلسات تعقد في ساحتي الاعتصام تجري خلالها نقاشات بين الشباب وتنتهي بإطلاق هتافات ضد الحكومة غالباً ما يكون الوزير أحمد فتفت “بطلها”.
ويبدو أن عدداً من المعتصمين اقتنعوا بـ “حكمة” المجموعة الرافضة للنوم، لكن آخرين صاروا يحلمون بساعات الراحة، لذلك طلبوا من مجموعة كانت تحمل أول من أمس زجاجات عصير، أن تأتي لهم بأقراص منومة كي لا تؤثر فيهم أصوات الطبلة والدربكة.
(الأخبار)