وسط بيروت “تغيّر بسبب اعتصام المعارضة” يردد معتصمون، لم يعد يشبه ما كان عليه في السنوات الأخيرة، المقاهي أقفلت كأنها لا تريد “زبائن من المعارضة”، محال قليلة فتحت أبوابها، وجاء أصحاب البسطات الصغيرة ليلبّوا حاجات المعتصمين، عند أطراف ساحات الاعتصام وفي الشوارع الملاصقة له تتوزع بسطات الكعك والخضر والحلويات والعصير والمأكولات وغيرها. وفي الشوارع ارتفعت أخيراً مكبّرات الصوت تبث أغاني ملتزمة وأناشيد، فيما كانت المقاهي والشوارع المحيطة بساحة النجمة استديو مفتوحاً تصور فيه فيديو كليبات المغنين الجدد وتلتقط فيها الصور لعارضات الأزياء، وكانت ترتفع من المقاهي الأغنيات التجارية الرائجة.
يقف رجال الأمن الآن خلف حاجز ليحولوا دون دخول معتصمين إلى شارع المطاعم، يعلّق بعض المحتجين بأن هذا الشارع ليس للفقراء.
في الشوارع التي اجتذبت سياحاً عرباً وأجانب، تعقد اللقاءات بين شباب من طوائف مختلفة تعالوا على الحواجز، في تجربة شبيهة بتلك التي نظمتها منظمات شبابية بعد انتهاء الحرب الأهلية، إذ أقامت مخيمات جاء إليها شبان من مناطق وطوائف وتيارات سياسية مختلفة. اكتشف هؤلاء أنهم ليسوا أعداء وقامت بينهم صداقات وعلاقات طبيعية، ورددوا في جلسات نقاش كثيرة أنهم اكتشفوا عندما تعرّف بعضهم ببعض “أن الحرب ضخّمت الأكاذيب وقوّت أمراءها”.
في وسط بيروت حيث يتعارف الشباب اللبنانيون تولد تجربة أعمق تأثيراً مما اختبره آخرون في المخيمات الشبابية.