في سنوات الحرب اللبنانية تحوّل المتحف الوطني من شاهد على تاريخ لبنان إلى “نقطة” انقسام العاصمة. وأصبح لكلمة “المتحف” معنى الموت. لكن اليوم، وبفضل عمليات الترميم التي تطلّبت سنوات، تغيّر الوضع تماماً. فالمتحف الوطني من أهم وأجمل المعالم في لبنان، والآثار المعروضة فيه روائع فنية تفسر تراكمات الحقبات التاريخية في لبنان. بدأ العمل على بناء المتحف سنة 1930، أي بعد ست عشرة سنة من تجميع اللقى الأثرية. عام 1942 افتتح الرئيس ألفرد نقاش المتحف الوطني الذي بقي يجتذب الزائرين حتى سنة 1975. بعدها أوصدت أبوابه، وبنيت داخله جدران من الإسمنت تحمي القطع من رصاص القتال والسرقات. وبقيت حاله هكذا حزينة حتى نهاية الحرب. ثم بدأت ورشة ترميم المتحف بفضل التبرعات التي جمعت القسم الأكبر منها المؤسسة الوطنية للتراث، وافتتحت الطبقة الأولى عام 1997. وحتى يومنا هذا، لم تنته الأعمال داخل المبنى، فالجزء السفلي لا يزال مقفلاً ويخضع لعمليات التأهيل.