عامر ملاعب
فوجئ نزار يوسف حين فتح علبة بريده الالكتروني برسالة “رسمية” موقعة ومذيلة بختم رسمي من إدارة اليانصيب الوطني البريطاني تبلغه بضرورة التواصل مع العاملين فيها من خلال عنوان إلكتروني موجود في الرسالة.
وجاء في الرسالة “مبروك لقد فزت بالجائزة الأولى وقيمتها نحو 800 ألف دولار أميركي”.
أعاد نزار قراءة الرسالة عدة مرات ولم يصدق ما تراه عيناه، فهو عاطل عن العمل منذ شهور.
أخبر أهله بالرسالة وعلا الصراخ في المنزل واختلطت عبارات الفرح بالشك وسارع الجيران إلى استطلاع الخبر مهنّئين.
مرت ساعات قليلة فكر خلالها أفراد عائلة نزار بالثروة الكبيرة التي سقطت فجأةً، وراحوا يناقشون المخططات والمشاريع لاستثمار المبلغ الذي سيتقاضاه ابنهم، وسارعت الجدة إلى توجيه حزمة من المواعظ إلى حفيدها “الذي يستأهل كل الخير” وهي التي راهنت “على حسن سيرته وأن الله لن يتركه وحيداً والتفت إليه أخيراً”، وقالت له “عليك من الآن وصاعداً أن تجيد اختيار أصدقائك وأن تدرس تصرفاتك وتحركاتك”. أما والدته فقد أعطته مهلة أيام قليلة لكي “يقرر الزواج ويفتش عن فتاة تناسب بيتنا ووضعنا المستجد”.
أما نزار فقد احتار كيف يعبّر عن حاله وسارع إلى الاتصال بكل أصدقائه ولم يسأل عن تكلفة الاتصالات وكانت ردود أصدقائه تحبطه إذ تشكك في صحة الخبر أو تنبهه إلى الخدع التي يمارسها متخصصون في هذا المجال.
عند منتصف الليل عاد نزار ليستطلع بريده الالكتروني فاكتشف أن المطلوب منه إرسال مبلغ ألفي دولار لترسل إليه الجائزة. في صباح اليوم التالي قصد السفارة البريطانية في بيروت فكشف له موظفون فيها أن الرسالة ليست إلاّ خدعة.