خالد صاغيّة
قرّر المواطن ألِف أن يجاري الموضة ويوقّع عريضة. لا يريد الطعن برئيس الجمهورية، ولا بالحكومة. سيكسر الشرّ، ويطعن بنفسه. بشرعية وجوده كمواطن ألِف.
«إلى من يهمّه الأمر،
هذه لائحة بأغراضي الشخصيّة: «ملعقة خشبية. مرطبان زيتون. علم لبنانيّ ممزّق في الوسط وعند الأطراف. صور للبطاركة منذ الاستقلال. ساعة حائط متوقّفة عن العمل، ولا مجال لتصليحها. سيّارة مرهونة للبنك لخمس سنوات مقبلة. ملصقات لأطفال لم يولدوا بعد، لكنّهم زعماء أباً عن جدّ. حذاء عسكريّ اشتريته أيّام خدمة العلم. مجموعة أسطوانات تفوح منها مناخات «الدَبْرَسة»، و«ما بترقّص». لقطة نادرة لمارغريت تاتشر تهزّ سرير فؤاد السنيورة حين كان طفلاً. شال من الصوف. كلب صغير مصنوع من «البولوش». البيان الشيوعي في نسخة حديثة ومنقّحة. غسّالة، برّاد، وفرن غاز «أربع عيون». بضع زجاجات من النبيذ للاحتفال برأس السنة القادمة».
بعد متابعتي الدقيقة لمجريات الأمور، ارتأيتُ أنّي غير موجود فعلاً. نظرت في المرآة، وتأكّدت من وضعي هذا. لذا، أطلب من السلطات المختصّة بيع أغراضي الشخصية المذكورة أعلاه في مزاد علنيّ، داخل أراضي «سوليدير» سابقاً، على أن يعود ريع المزاد لشراء بطّانيات للمعتصمين وسترات واقية لكلّ من قد يتعرّض لمحاولة اغتيال لاحقاً. كما يرجى حذف اسمي من سجلات النفوس ولوائح الشطب».
للتوقيع على هذه العريضة، يرجى استبدال لائحة الأغراض الشخصية، ثمّ الاتّصال
بـ: com.م و ا ط ن أ ل ف.www