علي عطوي
برزت أخيراً في مدينة صور الجنوبية فرقة موسيقيّة تطلق على نفسها اسم “LebArabia” تقدّم موسيقى الرّاب، وهي تتألّف من ثلاثة شبّان، ما زالوا على مقاعد الدراسة، إلاّ أنّ حبّهم للفنّ جمعهم من طريق الصدفة، وجعلهم يُشرِكون أقلام مدارسهم بتأليف أغنياتهم.
في مدة زمنية قصيرة نجحت LebArabia في إثبات نفسها وموقعها وقدرتها على استقطاب جمهور شاب، وقد أصدرت حتى اليوم أغنيتين، الأولى تحت عنوان “كلنا للوطن” تتحدث عن واقع البلد من مختلف النواحي السياسية والطائفية والاقتصادية، بأسلوب نقدي ساخر، والثانية عنوانها “مش ممكن نركع” عن العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان، وبطولات المقاومة وصمود الشعب اللبناني.
يقول حسن (20 سنة)، وهو أكبر أعضاء الفرقة سنّاً “إنّ الفكرة تنبع من نجاح هذا النوع من الموسيقى، التي يمكن من خلالها طرح آراء والتعبير عن أفكار، قد لا توجد في فنون كثيرة”. ويشير إلى “أنّ أهمــــيّة الـــــراب تكمن في قـــــــدرتها على الإسهاب في تناول المـــــوضوع الذي تتناوله الأغنيات، والإطالة في الشرح، وهذا ما لا تسمح به أنواع الموسيقى الأخرى”.
حسن أو (Diouf) كما يُدعى فنيّاً، لا يخفي تأثّره بفرق الرّاب الفلسطينيّة، ولا سيّما تلك التي شكّلها فلسطينيو الـ 48، حيثُ يقوم أعضاؤها بأداء أغان تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه الفلسطينيون داخل إسرائيل، وبرعت في ذلك عشرات الفرق، كان أبرزها فرقة “الدام”، ويقول “أحببت القضية الفلسطينية من أغانيهم، الأمر الذي دعاني إلى أن أطبّق هذا النموذج لدينا”.
ويعتبر Diouf ان موسيقى الراب هي اللغة الفنية الفضلى للتعبير عن هموم الشباب، “إنها طريقة فنية حضارية سلمية وهادفة”. ويضيف “هدفنا إيصال أفكار معيّنة، للشباب من أبناء جيلنا، وهذا الأسلوب في الغناء هو أقصر الطرق للوصول إلى قلوب الشباب”.
ويختم عميد الفرقة: “إنّ الراب فضاء يتسع للتعبير عن مختلف القضايا والموضوعات، لأنها تعطي المغني مساحة من الحريّة، يعبّر بها عن الواقع الاجتماعي من جميع جوانبه”.
أما عن دافع تسمية الفرقة باسم LebArabia فيقول “ان ذلك يرجع الى رغبتنا في تأكيد الهوية اللبنانية للفرقة من دون نسيان الخلفية العربية”. ويتابع: “العربية هي لغتنا الأمّ، ويمكننا أن نوصل من خلالها رسائل كثيرة إلى الشباب العربي، وخصوصاً أننا نعاني مشاكل موحّدة”.
تجد LebArabia صعوبات، تتمثّل بمهمّة البحث عن أفكار، تكون محلّ إجماع اللبنانيين كافّة، ولا سيّما أنّ الأغاني الوطنيّة تحتلّ المقدّمة في اهتمامات أعضائها، “وبما أنّ هذا النوع من الموسيقى، لا يتطلّب وجود حنجرة قويّة وصوت جميل، فإننا نركّز على الكلام، ونهتمّ بمضمون الأغنية”.
أعضاء الفرقة “عربي” و“غريب” و“ضيوف” ألّفوا مجموعة من المواهب الشابّة، وأثبتوا “أنّ لديهم شيئاً ما ليقدّموه إلى الآخرين، إلاّ أنّ الأمر يبقى ستايل شوي غريب عن مجتمعاتنا”، كما يقول أحدهم، “ويبقى نجاح تجربتهم رهن تقبّل الناس لهم”.