خالد صاغيّة
قامت الأجهزة الأمنيّة المكلفة حماية منطقة وسط بيروت بالقبض على المواطن ألِف. فقد شوهد يتجوّل داخل محميّة «سوليدير»، حاملاً جسماً مشبوهاً. نُقل ألِف إلى أحد المخافر الخاصّة، فيما أُرسل الجسم المشبوه إلى مختبرات «فتفت/ سبع أند كو» لفحصه والتأكّد من خلوّه من المواد المشعّة. وبعد التدقيق، تبيّن أنّ الجسم مصنوع من الفولاذ والخشب فقط لا غير، وهو من الأدوات التي تستخدم في قطاع الزراعة الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويُطلق عليه اسم المعول.
وحين ووجه المواطن ألِف بهذه الحقائق، نفى نفياً قاطعاً أن يكون قد حمل ذاك المعول بهدف استخدامه لأغراض زراعيّة. فهو لا يريد أن يعكّر على الحكومة أولويّاتها. ووقّع على تعهّد أقرّ فيه بدعمه الصريح للنهضة العمرانيّة، ولهجرة الريف إلى المدينة.
لكن تبيّن من سجل الاعترافات أنّ المواطن ألِف كان يستخدم المعول للقيام بأعمال تخريبيّة. فقد وُجد على درج البرلمان يكسر حجارة المدخل وبعض الجدران. ألِف رفض رفضاً قاطعاً وصف عمله بـ«التخريبي». وادّعى أنّه حمل معوله ونزل إلى وسط المدينة من أجل كسر الجليد بين القيادات السياسية المجتمعة للتشاور. والدليل أنّ قطع جليد عديدة تساقطت تحت ضربات معوله.
الواقع أنّه عُثر على إصبع بين ألواح الجليد. لذا، لم يُطلق سراح ألِف إلا بعدما تأكّد رجال الأمن من أنّه لم يُصَب أحد من المتشاورين بأذى. وتبيّن أنّ الإصبع المبتور ليس إلا واحداً من أصابع الفتنة.