خالد صاغيّة
على كلّ مواطن لبناني، من الآن فصاعداً، أن ينتبه إلى صحّته. من يعاني ضعفاً بنيويّاً، عليه بزيت السمك. ومن يعاني سوء الهضم، يُنصح بخلّ التفاح. ومن كان يستهلك حبّة من الفيتامين، ينبغي له أن يأخذ حبّتين من النوع الذي يحتوي على المعادن، وخصوصاً الزنك والمانغانيز. ومن يكثر من أكل الخضر، عليه غسلها جيداً تجنّباً لأي ميكروبات. وعلى الجميع ألا ينسوا غسل اليدين قبل الأكل وبعده.
على كلّ مواطن لبناني، من الآن فصاعداً، أن ينتبه إلى صحّته. أركضوا إلى الصيدليات. اشتروا الأدوية سريعاً، لأوجاع المعدة والرأس والكبد، للإسهال والإمساك، للقفص الصدري، للمسالك البولية، لترقّق العظام، للزكام وأمراض الحنجرة، للروماتيزم والألزهايمر، لفقر الدم، لكلّ شيء... الاحتياط واجب. والزمن لا يحتمل الترف.
على كلّ مواطن لبناني، من الآن فصاعداً، أن ينتبه إلى صحّته. من كان متّكلاً على «الضمان» أو على شركات التأمين الخاصة، فلينسَ الأمر. القصّة لا تتعلّق بالمصاريف. ومن كان يظنّ أنّ لبنان «مشفى الشرق»، ويدافع عن سمعة المستشفيات الخاصة وأطبّائها الإخصّائيين، فليخفّف من دفاعاته قليلاً.
على كلّ مواطن أن ينتبه إلى صحّته، وصحّة جيرانه، وصحّة سكان الحيّ، وصحّة الطوائف كلّها. وعلى «جماعة 8 آذار» أن يحبّوا «جماعة 14 آذار» ويحضنوا بعضهم بعضاً. فكلّه إلا «الصحّة». معاليها قادمة إليها. إنّها الوزيرة البديلة، بعد نجاح منقطع النظير. صحّتها جيّدة، وصحّتنا «فَرَتِتْ».