علي عطوي
يشهد القطاع السياحي في مدينة صور نشاطاً متزايداً هذه الأيّام، وتسهم في تعزيزه في شكل خاص، الحركة التسويقيّة والتجاريّة التي أنعشها جنود القوّات الدولية العاملة في الجنوب الذين يقصدون صور للسهر، فلا مجال للترفيه في القرى الجنوبيّة حيثُ تنتشر كتائبهم.
ولهذه الغاية يبذل العاملون في قطاع السياحة في المدينة، جهوداً كبيرة لاجتذاب هؤلاء الجنود، وذلك من خلال افتتاح عدد من محال الألبسة والأحذية، إضافةً إلى المطاعم “الأجنبيّة”، التي أصبحت تحتلّ حيّزاً كبيراً من أنحاء المدينة.
ويقول مدير مطعم “شانغ شنغ” (أيّ سور الصين) مهدي هاشم: “قبل الحرب كان زبائننا من اللبنانيين، وخصوصاً المغتربين منهم في أفريقيا وأميركا، إضافةً إلى عددٍ قليل من جنود اليونيفيل، أمّا اليوم بعد ازدياد عدد جنود القوّة الدوليّة، فنلحظ ازدياداً في أعداد الزبائن، ولا سيّما الصينيين والسويديين منهم”.
ويشرح هاشم بعض التعديلات التي أجراها في مطعمه بعد تدفّق جنود اليونيفيل “كاستبدال لائحة الأطباق بأخرى، وزيادة بعض الوجبات التي تلبّي أذواق الجنود، مع مراعاة الكتابة باللغة الأجنبيّة”. وأضاف عبارة “أهلاً وسهلاً” عند مدخل المطعم باللغة الصينيّة، وقد كتبها ضابط في القوّات الدوليّة، لأنّ اللغة الصينيّة من أصعب اللغات في العالم.
ويشير هاشم إلى “أنّ إدارة المطعم ستقوم باتصالات واسعة مع القوات الدوليّة، تشمل سفارات الدول المشاركة، لتقديم بعض العروض التسويقيّة”. ويرى أنّ “التعامل مع “اليونيفيل” أكثر سهولة، لأنهم شايفين أكتر من أهل البلد المقيمين”.
يختلف الأمر نسبياً عند حسّان الحاف (صاحب أحد المطاعم المتخصص بالوجبات الإيطاليّة)، فهو ينطلق من “أنّ اللبنانيين المغتربين في الخارج، الذين يأتون للاصطياف، وبأعداد مضاعفة عن أعداد اليونيفيل، هم الذين ينشطون الحركة الاقتصادية”. لكنّه لا يخفي استعداداته لاستقبال هؤلاء، “وخصوصاً بعد قدوم الجنود الإيطاليين، الذين لا تغيب الباستا والبيتزا عن سفرتهم”.
ويبدي خشيته من “ذهاب جنود اليونيفيل خلال إجازاتهم إلى بيروت، وبالتالي لا نستفيد منهم شيئاً”. وعن لغة التواصل بين موظفي المطعم وزبائنه، يقول: “الإنكليزيّة هي لغة التواصل، حتّى الجنود الفرنسيون يتكلّمونها، والموظفين لدينا بيخلّصوا حالهن بالإنكليزي”. رئيس جمعيّة تجّار صور محمود قرعوني قال “إنّ ازدياد أعداد قوات اليونيفيل، هو ازدياد طبيعي لحركة السوق، وخلق لمصالح جديدة”.
قرعوني كان يأمل “أن يأتي هؤلاء الجنود كسياح زائرين”، وأبدى ارتياحه “لانتعاش حركة السوق بعد الحرب، من اللبنانيين والأجانب على حدّ سواء”. وأوضح أنّ “التجّار قاموا بإعداد محالهم وتجديد بضائعهم، ومنهم مَنْ حاول أن يأتي ببضائع غريبة عن السوق، تتماشى مع متطلبات وحاجيات جنود اليونيفيل”.
وعن مخاوف بعض التجّار، يقول: “مدينة صور، فضلاً عن أهميّتها التاريخيّة، تملك جميع المقوّمات لتكون محلّ جذب هؤلاء”. وازدياد انتشار مطاعم المأكولات الأجنبيّة في المدينة، أمر يرى فيه قرعوني “دليل عافية، وهذا معناه أنّ الشعب اللبناني قادر على أن يتكيّف مع المعطيات الجديدة التي تواجهه”.