خالد صاغيّة
هل أنا مثلهم؟
نظر المواطن ألِف مليّاً في المرآة. لم يجد شبهاً بينه وبين البيك. اليدان، العينان، الرأس... لا، لا، غير معقول.
ثمّ تمعّن ألِف في صورة البيك في الصحف. ولم يجد أيضاً أيّ شبه بين البيك وبين المواطن البسيط، أيّ مواطن بسيط. هو بيك أصلاً، فمِن أين له أن يأتي بالبساطة؟
منطق سليم. لكن أليس البيك من قال: إنّ في مواجهة «محازبين فاشيّين»، ثمّة «مواطناً بسيطاً، مواطناً مثلنا»! إذاً، البيك مثله مثل المواطن البسيط.
أصيب ألِف بالارتباك. نظر مجدّداً في المرآة. اليدان، العينان، الرأس... لا، لا، غير معقول.
كان باستطاعة البيك، بكلّ بساطة، أن يقول إنّ في مواجهة المحازبين الفاشيين، بكوات مثلنا... أثرياء مثلنا... أمراء حرب مثلنا... أذكياء مثلنا... كان لكلّ من هذه الصفات أن تعطي وقعاً أقوى في المعركة المقبلة. فلمَ محاصصة المواطن البسيط حتّى على آخر ما بقي له... على بساطته؟
أنا لستُ بسيطاً، قال المواطن ألِف فجأة. أنا شديد التعقيد، وصاحب كلفة، وجدّي كان لورداً. أوكي؟ كما انّي لا أطيق أن ينطق أحد باسمي، ولا أن يتشبّه أحد بي، أو يدّعي صلة نسب معي. فلنكن واضحين. البيك بيك، والبسيط بسيط، و«اللي بْيِكْدِب ما نعرفوش».
لقد بدأ الأمر بادّعاء السلطة التمثيل السياسي للمواطن البسيط، وانتقلنا اليوم إلى إقامة التماثل مع هذا المواطن. إذا لم تكن هذه هي «الحزبية الفاشية»، فماذا تكون؟