ليال حداد
جاد شاب عشريني تعرّف إلى مريم من خلال أحد منتديات الحوار اللبنانية وأعجبته شخصيتها، ورغب بالتعرّف إليها بشكل مركّز، فراحا يقضيان الساعات يومياً أمام شاشة الكمبيوتر يتحاوران عبر الـ«ام اس ان»، وبات كلام الحب والغرام حديثهما الدائم.
اطّلعت مريم على أدقّ تفاصيل حياة جاد، عرفت مكان سكنه ونوع سيارته وعنوان عمله. وكان العاشقان لا يتحدّثان عبر الهاتف لأن أهل مريم يرفضون هذا الأمر. وكانت ترسل له يومياً الهدايا والطعام والورود إلى مكان سكنه ومكان عمله.
بعد شهور، شعر جاد بأنه لم يعد يحبّ مريم، وخاصة أنهما لم يتمكّنا من اللقاء. لكن العاشقة الولهانة لم تتقبّل هذا التغيير، وبدأت تهدده.
قبل أسابيع، قام أحدهم بحرق سيارة جاد وشقته، فقرّر الأخير تركيب كاميرات مراقبة قرب منزله للتعرف إلى الجاني، وفوجئ عندما اكتشف بأن شاباً في العقد الثاني هو الذي يتولى مهمة إخافته وإرهابه. فظنّ جاد للوهلة الأولى أن الشاب شخص أرسلته إليه مريم، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك: فـ“مريم” غير موجودة، وعلاقة الحب التي عاشها معها مجرد وهم. وتبين أنه كان يحادث شاباً اسمه طارق، يعاني من نوع من الانفصام في الشخصية.
قرّر جاد رفع دعوى عطل وضرر ضد طارق الذي رفض الاعتراف أمام المحكمة بأنه هو من أحرق السيارة.
أخيراً، قام جاد بإسقاط حقه وإخلاء سبيل طارق، بعدما تبين له أن والدَي الأخير عجوزان ولا معين لهما سوى ابنهما. واعترف جاد بأنه لن يبحث عن الحب عبر الانترنت بعد اليوم.