علي يزبك
لم يبق في سوق الخان في مدينة بعلبك ما يدلّ على قدمه سوى محل الحداد العربي عبد الله رعد، فالمحل لم يتغير منذ ما يزيد على 120 سنة.
النار والحديد والمطرقة والسندان كل ما يحتاج إليه المعلم عبد الله (78 سنة) الذي بدأ عمله عام 1948 بناء على نصيحة والده.
ويقول إن “كل ما يحتاج إليه الحداد هو الارادة والقوة والذوق الفني الرفيع، في الماضي كان الجميع يأتون إلينا، ولكن اليوم كل شيء تغيّر إلاّ أنا وصنعتي”. ويتذكر المعلم عبد الله أيام زمان حيث كانت الحركة في سوق الخان تبدأ مع الفجر ولا تنتهي حتى ساعات العشاء إذ كان يأتي الفلاحون الى محلّه لإصلاح سكة الحراسة أو فأس أو منجل، وهنا يتنهّد وتبرق عيناه ويقول “أيام الحصاد كانت من أجمل الأيام حيث كنا ندق قرابة مئة منجل في اليوم، ولا نتوقف عن العمل حتى منتصف الليل”.
وعلى رغم أن الآلة باتت تقوم بعمل الحداد إلا ان هذه الصنعة ما زالت حالها ماشية بحسب المعلم عبد الله وذلك لغياب المنافسة “ففي محافظة بعلبك ــ الهرمل لم يعد يوجد حداد سواي ويأتيني المزارع من أقاصي الهرمل ومن مختلف البلدات لإنجاز بعض الأدوات”.