خالد صاغيّة
بالطبع، لا يحتاج النائب سعد الحريري، ولا قوى 14 آذار، إلى من يقف بين جموعهم ويبدأ بالهتاف الحماسيّ: «لبّيك سعد الدين... لبّيك سعد الدين»، مثلما حصل في قريطم أثناء إلقاء الشيخ سعد كلمته. كما لا يحتاج النائب الحريري، ولا قوى 14 آذار، إلى رفع تحيّة «هتلرية» أمام ضريح الرئيس رفيق الحريري، مثلما حصل منذ أسبوع، وخصوصاً إذا ما كان رافعو التحية من الشباب، وخصوصاً أنّ التحية تُرفع أمام ضريح. ليس تيار «المستقبل» مضطراً إلى أن يستعير من «حزب الله» المشهد الأوّل، ولا من «القوات اللبنانية»، أيّام عزّها، المشهد الثاني. علماً أنّ هاتين الاستعارتين تنبعان من مصادر اجتماعية وثقافية مختلفة كلياً عن «الأصل»، ما يجعل منهما مشهداً كاريكــــــاتورياً خالصاً.
ستنزل قوى 14 آذار إلى الشارع اليوم لتعبّر عن استنكارها للجريمة البشعة، وللتأكيد أنّها ما زالت تتمتّع بتأييد شعبي كبير. يُستحسَن ألا يحمل تجمّع اليوم أياً من هذه المظاهر المذكورة أعلاه، لما في ذلك من مصلحة لقوى 14 آذار نفسها. فهذه القوى تدّعي بعض الشعارات الليبرالية، من الأفضل أن تتمسّك بها، ولو صوريّاً، وذلك حفاظاً على التعدّدية.
ثمّة من يعتقد أنّ كارثة حقيقية ستحلّ على البلد حين تقتنع قوى 14 آذار أنّها لن تنتصر في معركتها إلا إذا ما تماهت مع الخصم. بإمكاننا أن نضيف أنّ الكارثة نفسها ستحلّ حين تتماهى هذه القوى مع نفسها!