بغداد - الأخبار
ما أسهل الحزن والتفرقة في بغداد، هذا ما يتبادر إلى الأذهان فور السماع عن المظاهر الجديدة في بلاد ما بين النهرين. الاحتلال والفلتان الأمني والاغتيالات والوضع الاقتصادي المتردي والعمليات الانتحارية والانقسامات الطائفية، عناوين ليست وحيدة في لائحة يوميات العراقيين، فبعد مرور شهور فقط على بداية الاحتلال الأميركي للعراق ارتفعت أصوات ناشطين في جمعيات أهلية يحذرون من تراجع معدلات الارتباط، وتعلو الصرخة حالياً بسبب ارتفاع نسب الطلاقوقد حذرت وزيرة الدولة العراقية لشؤون المرأة فاتن عبد الرحمن من هذه الظاهرة وعلّلت ذلك بتدنّي المستوى المعيشي وتفشي البطالة، بالاضافة الى الظروف الأمنية غير المستقرة.
وقالت عبد الرحمن “إن زيادة حالات الطلاق مع ما يخلّفه “الإرهاب” من أعداد غفيرة من الأرامل وجيوش من الأيتام، خطر بالغ ينعكس على مصير الأسرة العراقية، ويتسبب في التفكك الأسري، هذه الحال لا بد من أن تنعكس بالنتيجة على الواقع المستقبلي للمجتمع العراقي ككل”. وأشارت الوزيرة العراقية الى ان الوزارة تدفع في اتجاه استحداث وزارة للمرأة والأسرة لتلبية احتياجات المرأة العراقية المادية والمعنوية والثقافية، وقالت: “لقد استحصلنا على موافقة رئيس الوزراء ونحن في انتظار تصويت مجلس النواب على مشروع قانون الوزارة”.
وأعربت وزيرة المرأة عن أملها في أن يُنفّذ مشروع دعم دخل أسرة المرأة المعيلة لأطفالها.
وأعلنت الوزيرة ان الهيئة العليا للنهوض بالمرأة العراقية، التي هي برعاية وزارة شؤون المرأة، ستكمل قاعدة بيانات لدراسة تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في وزارات الدولة عامة، وأن الوزارة توصلت الى الصيغة النهائية لفتح مركز الدراسات النسوية والبحوث والتوثيق بالمشاركة مع اليونسكو لدعم مهمة إعداد بحوث خاصة بالنساء وتسهيلها.
وقال قاضي محكمة استئناف بغداد ــ الرصافة كاظم محمد “شهدت المحكمة خلال الأشهر الأخيرة زيادة حالات طلب الــــتـفريـق (أي الطلاق) بين المتزوجين عـــــــازيـاً ذلك إلى “الظروف الاقتصادية الصعبة وانــــــــتـــــــشار البطالة وفـــقــــدان فرص العمل التي اعتبرها القاضي العامل الرئيسي الذي يؤثر سلباً في دخل العائلة اليومي”.
وأضاف القاضي “ان المحكمة تبدي في أغلب الأحيان مساعدتها على حل مشاكل المشتكين ــ طالبي التفريق ــ وإذا ما أصر الطرفان على طلب التفريق فإن المحكمة تصدر حكمها بعد إيفاء القضية الشروط المطلوبة وضمان حقوق الطرفين”.
البحث العلمي لأسباب هذه الظاهرة يبدو مستحيلاً في الوقت الحاضر، فالعراقيون أمام استحقاقات سياسية كبيرة، والتفكير يرتكز على الاحتلال والاقتتال الطائفي والعمليات الانتحارية، وكيفية الحصول على لقمة العيش والهروب من السيارات المفخخة. في ظل كل هذه العناوين وغيرها لا يمكن الحديث عن أبحاث ميدانية لتفسير الظواهر الاجتماعية. وتتنوع أسئلة بعض المعنيين ــ أي طالبي الطلاق ــ فيقول بعضهم إن الاختلافات في وجهات النظر وسعة الهوة بين الزوجين، ويعترف آخرون بانعكاس مشاكل الحياة العامة على أسرهم. لكن الإجابات الصحيحة معلقة في انتظار أن تهدأ الأوضاع يوماً ما ليبدأ المجتمع العراقي ببحث كيفية معالجة كل مشاكله.