عامر ملاعب
من قال إن التعلم في الكبر ليس كالنقش في الحجر؟
أبو أمين عجوز صــــــاحب دكــــــــان في قــــــــرية في الشوف قـــــــرر بعــــــــدما تـــــجاوز العــــقــــــــــد السابع مـــــــــــن العمر أن يتعلم اللغة الانكليزية، وهو الذي لم يكن يفــــــــقــه أي حرف منها “ولم يكن في نــــــــــــيتي معرفتها أو تعلمها سابقاً” .
يبرر العجوز قراره الجديد “بما آل إليه وضــــــــــع البلد، أمضينا حياتنا مزارعــــــــــين وكان عــــــــــــلى أحلى ما يرام أما اليوم فــــــــمهنة الزراعة لا تطعم خبزاً والتعب يذهب هدراً، وأكثر من ذلك لم تعد ثقافة الشـــــــــبـــــــــاب تعتمد على الارتباط بالأرض والـوطن ولــــــــــــذلك إذا لم يـــــــــكن ما تـــــــريد فـــــأرد ما يكون”.
أبو أمين أصبح يملك نظرية متكاملة عن الواقع الراهن “البلد أصبح مفتوحاً أمام كل دول العالم ويذكرني بأيام الاستعمار والاحتلالات الغربية لدول العالم الذي يسمونه الثالث، وربما تــــــــعـــــــلم اللغة الأجنبية يفــــــــــــيد في كيفية التــــــــفاهم معهم إذا قصد أحـــــــــدهم دكاني الصغير في قريتي”، ويرد على التعجب “من قال إن التعلم في الكبـــــــر لا ينفع، وبعد الذي مر علينا أصبح دماغنا متفتحاً أكثر وآفاقنا أوسع”.
ويخلص ابو امين الى اسـتنتاج مـــــــــذهل هو أن “اللغة ربما أيضاً تفيدني إذا فكرت أن أهاجر يوماً، وهذا ما يراودني في الأيام الأخيرة، وتلك الأمثال التي رددناها قديماً تحولت وتبدلت الى أمثال جديدة”، مثلاً: “تعلم اللغة في الكبر ينفع أثناء السفر” أو المثل الشعبي الآخر: “نيّال مين إلو مرقد كنغارو في أستراليا أو مغارة باندا في كندا”.