الكويت ــ كامل جابر
ثمة نادٍ يجتمع فيه لبنانيون من طوائف وأهواء سياسية مختلفة وربما متضاربة، لكنه ليس في بيروت بل في الكويت. أطلقوا عليه اسم “لبنانيون في الكويت”، ولكنه يشتهر بتسميته الإنكليزية Lebanese in kuwait أو LIK.
الهدف الرئيس لهذا النادي التواصل المستمر بين أعضائه، أي بين اللبنانيين المقيمين في الكويت، وذلك للتداول في “الصالح والطالح” في ما يخص شؤون الجالية ولمتابعة النشاطات المختلفة الثقافية والفنية والترفيهية والرياضية، بعيداً من التخاصم السياسي أو الحزبي الذي تشهده الساحة اللبنانية.
معظم النشاطات تتم خلال مناسبات خاصة ورحلات والأعياد، ولكن القيّمين على النادي أرادوا أن يفعلوا التواصل بين أعضائه فجعلوا له موقعاً على شبكة الانترنت عنوانه “www.lebaneseinkuwait.com”. وفي الموقع 2000 مشترك “حتى الآن” يتمكنون في أي لحظة من الدخول إلى عالمهم الحافل بصور النشاطات المتنوعة، وفيه أيضاً صور حفلات زواج بعضهم، وأعياد ميلاد أبنائهم، وصور للرحلات التي نظمها النادي، ومشاركة أعضاء في الدورات الرياضية والألعاب المختلفة والرحلات المنظمة إلى البرّ أو البحر وبعض الجزر القريبة من العاصمة كجزيرة فيلقة، وفي الموقع أيضاً تعريف بحفلات الاستقبال وحملات الدعم للشعب اللبناني ومقاومته خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وفيه تجمع توقيعات على عريضة جدارية تحت عنوان “عبِّر تتعمِّر”.وفي الموقع أيضاً صور الاغتيالات والتفجيرات التي تحصل في لبنان.
ويمكن زائر موقع النادي أن يطّلع على قوانين السير في الكويت وأخبار السيارات وأسعارها، وعناوين المؤسسات والمطاعم اللبنانية في الكويت وأرقام هواتفها، إضافة إلى دليل البحث عن وظيفة وقسم “عبّر عن رأيك”، وكذلك الدليل السياحي اللبناني، حتى بات يشكل عامل ارتباط وثيق بين المغترَب والوطن، تحقيقاً لأهداف النادي. أما شعار النادي، فهو يجمع بين أبراج الكويت الثلاثة باللون الأزرق، والرجل الفينيقي اللبناني وأعمدة الأبراج باللون الرمادي، وجاء الرجل اللبناني الأساس الداعم لأكبر الأبراج وأعلاها.
محمد زكي شكر (30 سنة)، هاجر إلى الكويت منذ نحو عشر سنوات، وهو يجد “ضالته” في النادي ويقول “مكننا من الاستفادة من الوقت للتواصل مع اللبنانيين والتعاون ومدّ يد المساعدة، ومن خلاله نقيم النشاطات المختلفة ولقاءات في معظم المناسبات كالأعياد الخاصة والوطنية وندعم بعض القضايا الوطنية من خلال جمع التبرعات أو تسجيل مواقف مما يجري في لبنان، هذا الأمر الذي يمكننا من رؤية الأمور بتروٍّ وعين الصواب، بعيداً من الانفعال المسيطر على شباب لبنان هناك، في المواقع المتقابلة من دون أي استثناء”.
محمد لا يتوانى عن تقديم أي دعم للنادي، والمشاركة في نشاطاته، ويلفت إلى أن اللقاءات التي ينظمها النادي فرصة للتمرد على روتين يوميات العمل والتعرف بأناس جدد، وذكر مثالاً على ذلك أن 175 شخصاً شاركوا في رحلة نظمها النادي إلى البرّ وإلى جزيرة “الفيلقة” Failaka وأمضوا يوماً طويلاً تخللته مسابقات ونشاطات متنوعة وترفيهية، وحفلات وسهرات قدمت الفولكلور اللبناني، ونادٍ للسينما.