عبادة كسر
“أنا فتاة في التاسعة والعشرين من العمر، أنهيت دراستي الجامعية، لكن المستقبل يبدو لي مظلماً كئيباً، أتجرّع كأس الوحدة وبرودتها، وأطمح إلى دفء الحياة الزوجية وسعادتها”. هذا ما جاء في بداية بيان وزعته صبية مجهولة في بعلبك، وقّعته باسم “أخت معذّبة”، وحمل عنوان “رسالة استغاثة”.
تقول: “أليس من حقي الزواج كبقية النساء، وقد أوجد الخالق فينا غريزة تتطلب إشباعاً وفطرة للأمومة تدفعنا للمطالبة بإروائها”؟ وتحمّل “الأخت المعذبة” الوضع الاقتصادي مسؤولية عدم إقدام “شبابنا” على الزواج. وتلعن الهجرة التي تدفع بمعظم الشباب الى الخارج ليتزوجوا من أجنبيات.
وتضيف “العمر يمضي بسرعة، وقطار الزواج أوشك على الأفول أمامي، ومعاناتي تشلّ تفكيري، فتؤثّر حتى على عبادتي، وفي فترات كثيرة أفقد صبري وأخشى على نفسي من الانحراف والوقوع في المعصية. فأنا ما زلت حتى الآن معتصمة بإيماني ومحصّنة بصبري، ولكن حتى متى؟ فالشيطان يجري ضد ابن آدم مجرى الدم”.
وترى “الأخت المعذبة في بعلبك” أن حل مشكلتها ومثيلاتها من الفتيات “يكمن في تطبيق شرع الله ورخصته تعدّد الزوجات الذي أباحه الله وحضّ عليه في ظل الكساد والعنوسة المستشرية بين مجتمعاتنا، أنا لا أمانع بمشاركة زوجة زوجها، فهذا خير من أن أبقى وحيدة تأكل السنوات شبابي، وأخشى أن تمضي مرحلة شبابي من دون التمتع بالأمومة وإنجاب الأطفال”. وتحمّل “معذّبة بعلبك” المجتمع “الإسلامي” مسؤولية انتشار العنوسة، “إنّي أحمّل المجتمع الإسلامي كامل مسؤولية انتشار العنوسة في أرض المسلمين لعدم تطبيق شرع الله الحكيم بتعدد الزوجات”. ولا يغيب عن بالها تحميل النسوة المتزوجات أيضاً المسؤولية، وتتهمهنّ بـ“الأنانية”. وتختم “الأخت المعذّبة” نداءها بالآتي: “نحن الضحيّة، هل أسمع صدىً لمشكلتي أيّها المسلمون، أم تبقى صرخة في واد”؟؟