ليال حداد
سارة بارودة فتاة في السابعة عشرة من عمرها، تسكن مع أبيها وأخيها وجدتها في إحدى قرى المتن الشمالي، تلقت قبل شهرين رسالة حبّ “غريبة”. منذ ذلك اليوم انهالت رسائل الحبّ على سارة مع باقات ورد وأسطوانات غنائية لوائل جسار وهاني شاكر تتحدّث عن القلب الموجوع من فراق الحبيب. وكلّ هذه الهدايا مرفقة بالتوقيع الغريب “من العاشق وطووط الى العزيزة وطووطة”. وكانت كل الهدايا والرسائل تصل إلى بيت سارة حين تكون وحيدة وكأن أحدهم كان يقوم بمراقبتها.
شعرت سارة فجأة بأنها أصبحت راشدة، وأخبرت صديقاتها عن المعجب السري وعن هداياه، وأنها بدأت تتعلّق به على رغم أنها لم تره يوماً.
وحين كانت سارة تخرج مع أصدقائها لتناول الغداء أو العشاء فوجئت بأن ما طلبته مدفوع الثمن، وعندما تسأل النادل عمّن دفع الفاتورة يجيب إنه “وطووط”.
أخيراً تلقت سارة رسالة من “وطووط” أبلغها فيها بأن تستعدّ للزواج به وأنه سيجعلها أسعد امرأة على وجه الأرض. وحدد موعد الزفاف يوم عيد ميلاد سارة الـ18.
أخبرت سارة جدّتها بقصّتها وعندما ذكرت لها اسمه السري “وطووط” تغيّرت ملامح الجدّة واصفرّ وجهها وبدأت تلعن وتشتم بصوت مرتفع. وأخبرت حفيدتها بأن وطووط ما هو إلا جارهم الثمانيني “الخرفان” الذي كان مغرماً بها أيام الصبا ولكنها تزوّجت بغيره، وكان يرسل لها باقات الورد وأسطوانات فريد الأطرش وكلها موقّعة بعبارة “من وطووط الى وطووطة”.
وبعد التحقيق معه اعترف “وطووط” بأنه لم يكف يوماً عن حب الجدة وأنه يوم رأى سارة وقد كبرت ذكّرته بجدتها بسبب الشبه الكبير بينهما وقال “إن لم أستطع الزواج بالجدة، فسأتزوج الحفيدة”.