خالد صاغيّة
منذ اغتيال الرئيس الحريري، والشتائم تنهال على رئيس الجمهورية العماد إميل لحود. ساد اعتقاد آنذاك أنّ فريق 14 آذار ينوي التخلّص من رئيس الجمهورية الفاقد للشرعية. لكن، تبيّن في ما بعد أنّ المطلوب ليس إخراج الرئيس لحود من قصر بعبدا، بل إدخال لحود آخر إلى السرايا الحكومية. كان فريق 14 آذار يبحث عن لحّوده الخاص، وها هو قد حصل عليه. برافو. تعادل في النــــــقــــاط.
فخلافاً لما هو شائع، يبدو أنّ ما يجمع الرئيسين فؤاد السنيورة وإميل لحّود أكثر ممّا يفرّقهما. صحيح أنّ الرئيسين يحتلّان موقعين متضادّين في السياسة، إلا أنّهما، في الواقع، في خندق واحد. كلاهما يقبع في سدّة المسؤولية، رافضاً التخلّي عن موقعه، فيما هو يعلم تماماً أنّ أكثر من نصف الشعب اللبناني غير راغب في رؤيته في المنصب الذي يحتلّه، سواء نزل هذا النصف إلى الشارع أو لم ينزل.
ولا بدّ من التذكير بأنّ الرجلين حين وصلا إلى موقعهما، حازا نسبة أصوات غير مسبوقة في المجلس النيابي. وكان كلّ منهما مدعوماً من طرف خارجيّ، ولم يكن الاعتراض الشعبي عليه كبيراً. الرئيسان خسرا رصيدهما سريعاً. إلا أنّ أحدهما ما زال يكابر، ويعتبر نفسه في خدمة المواطنين، لا في خدمة المشروع الذي أوصله إلى كرسيّه.
لعلّ الرئيس السنيورة لديه الكثير ليتعلّمه من الرئيس لحود، ابتداء من... الصمت في هذه المرحلة.