خالد صاغيّة
لنغمض أعيننا قليلاً، ولنتخيّل أنّنا نحيا في بلاد غير هذه البلاد. لنتخيّل أيضاً أنّ كارثة طبيعيّة حلّت بنا. ولنتخيّل أنّ آراء المواطنين استُطلِعَت بعد زوال الكارثة. لنتخيّل أيضاً أنّ الاستطلاع أظهر أنّ نسبة ضئيلة جدّاً من المواطنين كانت راضية عن عمل الوزير «أبو تنكة».
في اللحظة التي نفتح فيها أعيننا، سنشعر بأنّنا لا نريد أن نكون مكان الوزير «أبو تنكة». الوزير «أبو تنكة» نفسه يستحيل نظرياً أن يكون قد بقي في مكانه.
لكن، بما أنّنا فتحنا أعيننا، سندرك أنّنا لا نحيا في بلاد غير هذه البلاد، وأنّ حرباً لا كارثة طبيعيّة حلّت بنا، وأنّ الوزير «أبو تنكة» له أسماء أخرى. فوفقاً لاستطلاع مركز بيروت (راجع عدد الأمس)، اعتبر «صفر في المئة» من المواطنين الشيعة (أي الذين عانوا الكارثة بشكل مباشر) أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية قامت بواجبها أثناء الحرب. قد يقال إنّ هذا «رقم سياسيّ» باعتبار أنّ الشيعة غير راضين عن الآراء السياسية للوزيرة نائلة معوّض. لكنّ هذا التفسير لن يصمد إذا ما أضفنا إلى الصفر السابق صفراً آخر نالته وزارة الاتّصالات. وهذه المرّة، ليس الشيعة وحدهم من وزّعوا هذا الصفر، بل انضمّ إليهم أيضاً السنّة الذين تربط زعامتهم السياسية بالوزير مروان حمادة علاقات حميمة.
يكفي منح علامة «صفر في المئة» لوزير ما لإسقاط حكومة بكاملها. لكن، ينبغي أوّلاً أن يفتح الوزراء «أبو تنكة» أعينهم.