تان تان يدخل العراق ويزيل القناع عن بوش وصدّامالصحافي المغامر وصل إلى العراق، تان تان دخل على خطّ الأزمة التي تتخبّط فيها بلاد ما بين النهرين ليقول كلمته.
هو معارض في السجن يحلم بـ“الحرية” التي سيحملها الأميركيون إلى “بلاده”، وهو مراسل يقابل بن لادن ويهاجم ديكتاتورية صدام حسين.
في موقع bande-dessinee.org الفرنسي تنشر القصة الكاملة للرحلة الجديدة. على الغلاف صورة لبلد مدمر وصوتان يخرجان من الطائرة، يقول الأول للثاني “لنحمل لهم الديموقراطية” فيردّ عليه صديقه “نعم لنقذفهم بالقنابل”. صاحب القصة الجديدة اسمه “يوسف” وبطله في الصفحات الأولى معارض عراقي خرج من المعتقل ويعتقد أن الأميركيين سيأتون أخيراً بـ“الحرية” إلى بلادهيغيّر تان تان جلده ليصير مسؤولاً أميركياً كبيراً يرفض تصديق الأكاذيب عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل. لكن الشاب المتحمس لا يلبث أن يعود إلى “ثوبه” الحقيقي ليتحول من جديد إلى مراسل صحافي، يلتقي بن لادن ويخبره أن بوش ينوي شن حرب على العراق، وأنه يعتقد أن صدام يقيم حلفاً مع زعيم القاعدة. يفرح بن لادن للخبر فهو يريد أن يتورط بوش “في الوحول العربية” ويدّعي أن علاقة تنسيق تربطه بالرئيس (العراقي السابق) صدام حسين.
تان تان في الموقع الفرنسي لا يشبه بداياته مع الرسام البلجيكي ريمي أرجيه الذي كان يساند عصابات الهاغانا الصهيونية ضد الفلسطينيين، وكانت له مواقف مساندة لليابان ضد الصين الشيوعية، وكما كان تان تان الأصلي المولد عام 1929، ناقلاً لأفكار وانتماءات مبتكره فقد صرح أرجيه “تأخرت كثيراً لأدرك أن تان تان هو في الحقيقة أنا”. وبطل القصة في الموقع الفرنسي إنما هو أيضاً يحمل أفكار مستخدمه الجديد يوسف.
المراسل الصحافي صار مناهضاً للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، يُحضر معه كلبه وكل أصدقائه، لكن هؤلاء يؤدون دوراً هامشياً في القصة العراقية. الاختلاف بين ما قدمه الرسام البلجيكي و“يوسف” لا يقتصر على الجانب السياسي. ففي قصص أرجيه المصورة لتان تان مهنة وشخصية محددة، قد ينتحل شخصيات متنوعة ليخفي مهمته الحقيقية في الدول التي يزورها، لكنه يظل واحداً. أما في قصة “يوسف” المصورة فهو غفير، معتقل فمراسل، ضابط مخابرات أميركية يتحول إلى مفتش في لجنة الأمم المتحدة المكلفة البحث عن الأسلحة في العراق إبّان حكم صدام.
تان تان “الأصلي” بطل قصص مشوّقة، لا تعتمد اللغة المباشرة أسلوباً وإن كان مبتكره لا يخفي خياراته السياسية من خلاله. أما أسلوب يوسف فمباشر، والقصة سطحية في بعض محاورها. تبدو كأنها موجّهة فقط لمن هم دون العشر سنوات، وللذين يعيشون في بلدان تفصلها عن العراق محيطات وقارّات، ولا يعرفون عن العرب أي شيء. فبن لادن مثلاً لا يظهر بصورته المعروفة بل شيخاً يعيش في الصحراء ويرتدي زياً عربياً. أما بغداد فهي قديمة كما كانت أيام الخلافة العباسية.
تنتهي القصة بضحكات يطلقها بن لادن، وجنود أميركيين يمشون فوق الدمار العراقي ويرددون “فليبارك الله الولايات المتحدة”.
(الأخبار)