ميرنا الجمال
التطور التكنولوجي الذي يشكل ركناً أساسياً لمعظم مرافق الحياة، بدأ يغزو أدوات عمل المتسولين وصارت بطاقة وحدات الهاتف الخلوي من أبرز ما يبحث عنه هؤلاء.
بعض المتسولين بات يعتمد على الخلوي في عمله، ويضع في جيبه دائماً الجهاز الذي يساعده على تتبّع أحوال التسول، والاتصال بزملائه في المناطق والأحياء الاخرى لمعرفة أين يتوافر المتبرّعون بكثرة ليتّجه نحوهم. يوم بثّت برامج تلفزيونية مصرية اسكتشات عن ممثلين في هيئة متسولين يستخدمون الهاتف الخلوي لغايات مختلفة أثار هذا الأمر الضحك ولم يخطر في بال أحد أنه سيتحول حقيقة. رؤية متسول في إحدى مدن لبنان الكبرى وهو يحمل الخلوي لم تعد تدهش كثيرين. ورنين الهاتف الذي يقطع توسّلات متسول لم يعد يثير الضحك.
المتسول لم يعد شخصاً بسيطاً وقنوعاً. هو يعمد إلى إتلاف ملابسه، وتوسيخ مظهره كي يستعطف الآخرين ويحصل على مبتغاه. ومع حلول الظلام، تجد ذلك المتسول الذي كان يجوب الشارع يطلب الرحمة والمساعدة، قد لبس حلّته الجديدة الليلية المترفة، وركب سيارته الفخمة، وأصبح من الميسورين في غضون ساعات قصيرة.