علي سلمان
لا يأتي شهر رمضان كلَّ عام بشيء مادي جديد بالنسبة إلى الحاج “أبو علي” في بعلبك، لأنه اعتاد منذ سن السادسة عشرة على الصيام أيام السنة بكاملها. ولكنه يردد أن شهر رمضان يتميز عن الأيام الأخرى بأبعاده المعنوية.
أكثر من خمسين عاماً مضت منذ بدأ صيام أبو علي، وهو لا يجد في صيامه إلا عبادة وتقرباً من الله الذي لم يدخله مستشفى أو يريه طبيباً حتى اليوم، كما يقول. صيام أبو علي الطويل لا ينقطع إلا ليوم واحد خلال العام، وهو يوم عيد الفطر الذي يحرّم صيامه. وهو التزاماً منه بالقواعد الشرعية الخاصة بالصوم لا يسافر أو يقطع المسافات غير المسموح بها، مفضلاً البقاء في بلدته البقاعية مع تنقلات «خفيفة».
وقد سجّل الحاج في حياته «الرمضانية» الدائمة «خرقاً» واحداً عندما سافر إلى السعودية لتأدية فريضة الحج.
لا يعرف بصيام أبو علي الدائم إلا المقربون منه، لأن التباهي بأمر عبادي يفقده قيمته الإيمانية ويدخله عالم المظاهر الزائفة على حدّ قوله. وهو لذلك يمتنع عن الإجابة عن أي سؤال يتعلق بصومه «الأبدي».
الحاج الصائم أبداً لديه الكثير من الشكاوى من حال البقاع ومن الفقراء، ولكنه قليل الكلام. يتنهّد إذ تسأله عن رأيه في ما يحدث حوله.
يتمتع الحاج بشعبية كبيرة بين أقربائه وأبناء بلدته البقاعية، ولكلامه تأثير قوي في أصدقائه الذين يثقون بحكمته ويستشيرونه في أمور كثيرة.