كامل جابر
كان لا بد من جوّ انتقالي بين الآلام التي سببها العدوان الاسرائيلي الأخير، والعودة إلى المدرسة، لذلك اختارت ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية تنظيم “كولوني” و“كرمس” لأطفال الروضات، يسبقان الدخول في أجواء الدراسة، وخاصة أن مبنى الثانوية لم يسلم من القصف والعدوان.
وتؤكد إدارة الثانوية أن الأطفال أبدوا تجاوباً كبيراً مع نشاطات المخيم الترفيهي والكرمس، وجعلتهم ينسون قليلاً صور الدمار والقتل ليستعيدوا صفاء الذهن قبل بدء الانتظام في الصفوف صباح اليوم.
وراح الأطفال ينشدون ويرسمون ويشكّلون بالمعجون نماذج لمنحوتات أو أشكال مختلفة، ورقصوا فرادى وجماعات، وكانوا يتسابقون، ثم ينتقلون إلى ألعاب التنافس وكسب النقاط، واستمر الكرمس أسبوعاً كاملاً.
ولاحظ القيمون على الكرمس أن الأطفال “باتوا ينشدون العودة إلى المدرسة بتلقائية مفرطة”، وشددوا على أن نجاح هذه التجربة بيّن أنه كان لا بد من صيغة انتقالية لمحو الصور التي حفظوها والألم الذي ما زالوا يشعرون به والذي لا يتناسب مع أعمارهم وعفويتهم وبراءتهم، جراء العدوان.
وترى رئيسة الثانوية الأم لوسي العاقلة “أن الخطوة التي اتخذتها الثانوية على نفقتها، ستمهد لعام دراسي جيد، وستساهم في جعل الأطفال يستوعبون جيداً الدروس التي ستعطى لهم”.