حوراء حوماني
“لماذا يستهدفونك؟” علّق علي. أ على جارته منى. ك حين استعادت وعيها من نوبة الصراخ التي أصابتها بعد اكتشاف صندوق حديدي أسفل سيارتها المرسيدس المركونة في موقف في أحد أحياء ضاحية بيروت الجنوبية.
كانت منى قد نزلت إلى موقف السيارات أسفل المبنى الذي تعيش فيه في الحي الأبيض لتقود سيارتها إلى مركز العمل. رجعت الى الوراء فسمعت صوتاً غريباً يصدر من مؤخرة السيارة. وظنت “للوهلة الاولى أن إحدى عجلات السيارة مثقوبة”.
وقالت منى إنها “شعرت بمفاجأة كبيرة حين رأت صندوقاً من الكرتون عالقاً بين العجلة الخلفية وعادم السيارة. شدّته علّها تتخلص من صوته المزعج، لكن الكرتون تمزق وظهر في داخله ما أثار خوفها، رأت “صندوقاً حديدياً قديم الهيئة” فشعرت برعب شديد. تركت سيارتها والمحرك “شغّال” وهربت إلى مدخل الموقف صارخة للناطور شادي عساه ينجّيها من “الاستهداف”، فهي كانت “متأكدة” من أن في الصندوق متفجرة وأن “أحدهم يريد قتلها”.
وإذا بجارها علي يطل مستغرباً تصرفها، واستغرب أيضاً رؤية السيارة في منتصف الموقف مشرّعة الأبواب. اقترب علي من الصندوق وركله بقدمه، ثم سحبه بقوة ليكتشف أنه صندوق صغير لأدوات كهرباء وخرضوات.
ضحك علي مطوّلاً، وأوضح لجارته أن الأجسام الخطيرة تنفجر عند تشغيل المحرك.
هذه الحادثة التي وقعت الأسبوع الماضي يتندّر بها جيران منى في ضاحية بيروت الجنوبية دليلاً على حالة الرعب التي يعيشها بعض أبناء المنطقة الذين يتخوفون من رؤية أي جسم غريب، ويبرر بعضهم الأمر بالتذكير بما خلّفه العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولكن الذاكرة اللبنانية تذخر بأخبار من الحرب الأهلية قضى خلالها أبرياء لمسوا عن طريق الخطأ أجساماً غريبة فتبين أنها متفجرات.