خولة امرأة عربية لم تشعر يوماً بالاستقرار “النفسي والسياسي”، يوم بلغت من العمر 37 عاماً قررت أن تترجم شعورها هذا بلغة “افتراضية” وأنشأت موقع مذكرات شخصية اسمه “ترحال”.تعتقد صاحبة الموقع أن “في البوح بعض الشفاء” وتعترف لكل من يزور موقعها بأنها تجد نفسها “دائمة التشرد”. وبعد هذا البوح تنشر خولة في صفحة الاستقبال مجموعة من القصائد والمذكرات الشخصية، وتنشر أيضاً نشيد “موطني” الذي تخصص له وصلة إلكترونية لبثّه بأصوات مطربين يتمتعون بأصوات جميلة لكنهم لم يعرفوا طريقهم إلى الشهرة.
خولة واحدة من مئات أو آلاف عشاق الانترنت الذين وجدوا فيه مساحة يعبّرون من خلالها عما يريدون كتابته، وهي وإن كانت تفضل أن تجعله “ديواناً” فإنها تحرص أيضاً على مناقشة مواضيع سياسية من خلاله، ولا يعرف الزائر أن هذه المرأة سورية إلاّ من خلال مراجعة مقال نشرته قبل فترة عن مركز ثقافي دنماركي في دمشق. خولة تعارض كل التيارات الموجودة في بلادها، لكنها لا تقدم لزائر موقعها تحليلاً لما تعارضه، توجّه الاتهامات بسخرية إلى الحكام والسياسيين والمنتمين إلى تيارات إسلامية. وفي قصيدة “هراء” التي نشرتها أخيراً تسأل “ماذا سيقول عنا التاريخ؟” فتجيب “جميعنا قتلة”. تنتصر خولة في موقعها للحرية التي يتيحها عالم الانترنت الافتراضي، وتعدّ نفسها واحدة من أبرز الشعراء، ولحسن حظها ــ وحظ شعراء المواقع الالكترونية الآخرين ــ فإن أقلام النقاد لا تتناول النتاجات المنشورة في مواقع المذكرات الشخصية (بلوغ).
ثمة تناقض كبير في مضمون ما تكتبه خولة وما يتغنى به نشيد “موطني” الذي تبثه، لكن الشبكة الافتراضية باتت تسمح بهذا التناقض، كما تسمح لمن يشاء بأن يحمل لقب “شاعر افتراضي”، ولم لا يكون كذلك من أنهكه الترحال؟
(الأخبار)