رام الله ــ يوسف الشايب
“في زمنٍ غاب فيه الأبطال العرب” اختار الفلسطيني إسحاق إسماعيل جبر حوشية “تتشافيز” اسماً لمولوده الجديد، تيمناً بالرئيس الفنزويلي الذي «كان وطنياً ورجل حق أكثر من بعض الحكام العرب، وقرر سحب سفير بلاده من تل أبيب، بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة». ولد تشافيز قبل أيام في بلدة «يطا» جنوب الخليل، وقال والده: “برهن الرئيس تشافيز أنه رئيس حر، فمواقفه مشرفة وهو يدعم حق الشعوب المحتلة في المقاومة، وحقّ الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه ومقاومة الاحتلال، ولا يقف إلى جانب الظلم الإسرائيلي ضد الشعوب المضطهدة ... ولم أجِدْ لمولودي الجديد اسماً أفضل من هذا الاسم في هذا العالم المنحاز للقويّ والمتعامي عن الحقيقة”. ولحوشية، الذي يبدو أنه يساري الهوى، اختيارات دقيقة في تسمية أبنائه، فأحدهم يدعى “غيفارا”، نسبة إلى الثائر الأرجنتيني آرنستو تشي غيفارا الذي “كان ولا يزال رمزاً للحرية والنضال العالميين في وجه الاستعمار، الاضطهاد”. و حفر تشافيز، اسمه بعمق في ذاكرة ووجدان الشعب الفلسطيني، ولا سيما بعدما قرر سحب سفير بلاده لدى تل أبيب احتجاجاً على العدوان على لبنان والأراضي الفلسطينية، ويحفظ الفلسطينيون خطابه “الناري”، الذي وصف فيه الحرب الإسرائيلية على البلدين بالبربرية، مؤكداً أن إسرائيل تنفذ عدوانها على “طريقة هتلر”، وقال إن “الإسرائيليين يتصرفون بالشكل الذي تصرف به هتلر ضدهم، وذلك بقتل الأطفــال وأُسر بأكملها”.
بعض طلبة الجامعات، وخاصة أنصار التيارات والأحزاب اليسارية، بدأوا يرفعون صور تشافيز قرب صور تشي غيفارا، الذي كان ولا يزال رمزاً للثورة في فلسطين، وجميع أنحاء العالم، بل إن بعض مطابع رام الله، وغيرها من المدن الفلسطينية، باتت تعد لطباعة صور لتشافيز تمهيداً لتعليقها في الميادين العامة، كرمز لثائر عالمي جديد، في زمن “التردي العربي”.