حين تنتفي القرية أو تتحوّل إلى صحراء موحشة، يجوز تسميتها “قرية الأشباح” ويصير الحديث عنها كلام متاهات هذيانياً. ففي قرية الأشباح الافتراضية، وفق الموقع الذي يحمل هذا الاسم، لا مكان للزهور والورود والغابات، فلم يعد فيها إنسان. أين تقع هذه القرية؟ سؤال لا يجيب عنه الموقع، فصاحبه لا هوية له سوى أنه مجرد شخص يحمل أفكاراً.
في قرية الأشباح معمل للعباقرة يمنع دخول أحد إليه. وحدهم بعض المحظوظين يعرفون كلمة المرور ويدخلونه ليجرّبوا تجاربهم أو بالأصح ما سماه صاحبه «شخبطات الفكرية».
ويبدو صاحب الموقع متساهلاً مع زواره، فقد خصّص إحدى الوصلات لـ“طلبات الانضمام”، وهي وصلة استحدثت بعدما قرر صاحب الموقع “أن من حقّ أيّ كان أن يوقع إسمه على الشخبطة”. والمستندات المطلوبة للانضمام إلى عباقرة الشخبطة هي “الاسم الفني” والعنوان البريدي.
“لاطمة الخدود” أول قصيدة في وصلة “الشخبطات” وفيها مقالات كثيرة عن شعب فان، تختتم بـ“وهم الحقيقة”.
الانتماء إلى معمل الشخبطات يسمح للمنتمي بامتيازات مهمة، أبرزها قدرته على المشاركة في غرف التحادث الخاصة بالموقع والاطّلاع على آراء زملائه، والاحتفال معهم بيوم “التدوين” العالمي في 30 آب من كل عام. في هذا اليوم سيشارك كل أعضاء معمل العباقرة الملايين من أصحاب المواقع الإلكترونية الشخصية (blog) في احتفال يقتصر على تبادل الرسائل والتعليقات حول المناسبة.
في الموقع كتابات هذيانية ودعوات مجنونة، لكن ثمة أمنية وحيدة جدية ـ وفق صاحب الموقع ـ وهي الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية من خلال وصلة إلى مواقع عن المجازر الإسرائيلية في فلسطين ولبنان وأخرى عن الاحتلال الأميركي للعراق.