رام الله ــ يوسف الشايب
كشف تحقيق بثّه التلفزيون الإسرائيلي أن قيادة الجيش استعانت بمنجّمين ومنجّمات، لتحديد مكان الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت الذي أسرته حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قبل أكثر من 80 يوماً، وذلك بعدما عجزت عن الحصول على معلومات استخبارية دقيقة حول مكانه.
وتوجّه أعضاء من قيادة الجيش الإسرائيلي إلى منجّمين للاستعانة بخدماتهم، ثم كلّفت قيادة الجيش ضابط الاستخبارات الرئيسي في قيادة المنطقة الجنوبية الاتصال بمنجّمة لم يُذكر اسمها، وقصدها في سيارة جيب وحمل معه عدداً كبيراً من الخرائط التفصيلية لقطاع غزة، وزعمت المنجّمة أن الجندي محتجز في أحد البيوت في مخيم «النصيرات» للّاجئين، وسط قطاع غزة، ثم قدمت وصفاً تفصيلياً للبيت الذي يحتجز فيه شاليت، فادّعت أنه مكوّن من غرفتين، وأمامه بساتين برتقال.
وبعد أن نقل ضابط الاستخبارات المعلومات التي أدلت بها المنجمة إلى قيادة المنطقة الجنوبية في قطاع غزة استخدم أعضاء القيادة الوسائل الاستخبارية للتأكد من وجود هذا المنزل، فتبيّن كذب المنجّمة.
وأضاف معدّو التحقيق أن قيادة الجيش لم تيأس، وتوجهت إلى منجّمة ثانية، زعمت بدورها أن الجندي محتجز في مكان آخر، لكن التحرّيات لم تتوافق مع مزاعمها.
وأكد التحقيق أن قيادة الجيش كانت قد أعدّت العدّة لتنفيذ عملية كوماندوس واسعة في قلب قطاع غزة، إذا تأكدت من صحة المعلومات التي قدّمتها المنجّمتان. وأكد التحقيق أن حالة من الإحباط وخيبة الأمل تسود في أوساط سياسية وعسكرية من عجز جهاز «الشاباك» وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروفة بـ “أمان” عن توفير معلومات تقود إلى الكشف عن مكان وجود شاليت. وتردّد تقارير إعلامية أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يستعين بمنجّمين علّهم “يكشفون” موقعه.