حنان سيدة متزوجة بعامل بناء وتعيش قرب بلدة الشويفات. تشعر عادة بأوجاع في الرأس ولم يفلح بعض الأطباء في ايجاد علاج لها. فنصحتها جارتها باستشارة رجل “مسنّ ومؤمن” يشفي المرضى. وقالت لها إن جاراتها يقصدنه فيشفيهن من مختلف الأمراض، ومنذ تعرفن إليه لا يزرن الأطباء أبداً، “فهؤلاء متفلسفون وجزارون ويسرقون المرضى” بحسب الجارة الحكيمة.قصدت حنان ذلك الرجل، فقال لها إن مشكلتها بسيطة، وسيكتب لها ورقة تضعها تحت سريرها فتشفى بعد شهر.
صاحب “الورقة الشافية” لا يُعدّها بسرعة بل يتروى في عمله ليتقنه، لذلك طلب من حنان أن تعود إليه بعد خمسة أيام، وتقاضى منها 150 ألف ليرة لبنانية.
حين عادت حنان إلى منزلها عاودتها أوجاع الرأس وانهارت قواها، فحملها زوجها إلى عيادة طبيب متخصص في أمراض الرأس أعطاها الدواء اللازم، وروت له بدورها تفاصيل زيارتها لمنزل ذلك الرجل المسنّ.
استشاط الطبيب غضباً بعدما سمع رواية حنان، وطلب منها أن تأخذ الدواء الذي وصفه لها بانتظام، وألا تسمع كلام صاحب “الورقة الشافية” وأن تستعيد أموالها منه.
في اليوم التالي، زارت حنان الرجل المسن وطلبت منه أن يعيد لها أموالها، فقال لها إن الطبيب الذي قصدته كاذب. وبعد نقاش طويل، ادّعت حنان أن زوجها أنّبها وأمرها بأن تستعيد أموالها، فردّ المسنّ “في هذه الحالة يا ابنتي عليك أن تطيعي أمر زوجك، أنا لا أحب المرأة التي تخالف كلام زوجها وإن كان هذا غبياً، لكنني دفعت مئة ألف ليرة ثمن الورقة وقلم الحبر اللذين كنت أنوي استخدامهما، وسأعيد لك ما تبقى كيلا يغضب زوجك منك”.
حنان لم تعرف ما هو نوع الورقة أو قلم الحبر اللذين يبلغ ثمنهما مئة ألف ليرة، لكنها لم تشأ أن تخسر ما تبقى من المبلغ الذي دفعته.