علي سلمان
لطعم النارجيلة في شمسطار نكهة “مميزة” ومذاق “فريد” وفق ما يقول الأهالي، وهي تلازم شبابها وشاباتها صباح مساء.
لم يشكّل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان عائقاً أمام عشاق النارجيلة الذين استخدموها وسيلة لنسيان الخوف، لكنهم اضطرّوا إلى تغيير بعض عاداتهم في إعدادها، فلم يعد التحضير يتمّ على أسطح المنازل أو في الأماكن المفتوحة لأن طائرات الاستطلاع الاسرائيلية كانت تصوّر كل شاردة وواردة، وتستهدف كل ما يلمع على الأرض ليلاً، ولا سيما أن شمسطار تنبسط على السفوح الغربية لجبال لبنان، فراحوا يعدّون جمر النارجيلة في غرف مظلمة عصيّة على الكشف.
أهالي البلدة سعيدون حالياً لأن تحضير الجمر لم يعد عملية تعرّض الحياة للخطر، وصار بإمكانهم الخروج من جديد من الغرف المقفلة وتدخين النارجيلة في الهواء الطلق، فهذه لم تعد وسيلة “لتنفيس الضغط والخوف بل مجرد تسلية كما كانت دائماً” يقول أحد الشباب وهو يسحب نفَساً ولا يأبه لإنزال هنا أو غارة هناك.
مرّ أكثر من شهر على نهاية العدوان، ولا يزال اللبنانيون يقارنون بين ما حرموا اياه خلاله وبين ما يعيشونه بعدما رفع الحصار. وفي شمسطار تحتل النارجيلة المركز الرئيس في أحاديثهم وفي سهراتهم.