خالد صاغيّةبعد صدور نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، ساد نقاش حول ظاهرة التفاف كلّ طائفة حول قائد لها. ماذا يعني ذلك بالنسبة للّعبة السياسية؟ ماذا يعني ذلك بالنسبة للنظام الطائفي نفسه؟
أقفل النقاش سريعاً. كلّا، لم يقفل النقاش. عُدّل بعض الشيء. أصبح السؤال يتعلّق بالتفاف طائفة واحدة، دون سائر أخواتها، حول حزب واحد وقائد واحد. حدث ذلك من دون أن تجري تحوّلات جذرية في وضع سائر الطوائف.
يتحدّث وليد جنبلاط مثلاً عن خطورة الأحادية السياسية الشيعية من دون أن يرفّ له جفن. فمن بديهيات الأمور، لا بل من دواعي «العقلانية» و«التحديث» اللذين يبشّر بهما هذه الأيام، أن تلتفّ طائفته حوله، تماماً كما التفّت حول والده، وتماماً كما ستلتفّ حول ابنه، وإلّا لن يتمكّن التاريخ من متابعة مسيره.
السيّد سعد الحريري ساءه أن تكون مجموعة من طائفته وقفت إلى جانب «حزب الله» خلال العدوان الإسرائيلي. استدعى منه الأمر زيارة قام بها شخصياً، رغم حراجة الوضع الأمني، إلى مقرّ «الجماعة الإسلامية». ولم ينسَ إيفاد مندوب عن تجمّع قوى 14 آذار للتعبير عن المحبّة الخالصة التي يكنّها التجمّع للجماعة.
الجنرال ميشال عون، رغم «مغامراته»، ما زالت طائفته متمسّكة بزعامته. ولم تنفع كلّ أنواع المنشّطات التي تغدقها قوى الأكثرية على خصومه.
ورغم ذلك، لا يُسأل إلا الشيعة عن زعامتهم. أمّا البديل الذي يُقدَّم لهم، فاسألوا عنه الهيئة العليا للإغاثة.