شتورا في ذاكرة اللبنانيين قديمة قدم سهل البقاع، ولا يمكن زائر السهل أن يجتازه أو يعبره من دون المرور في هذه المدينة الصغيرة جداً. موقعها الاستراتيجي جعلها “نقطة” جذب سياحي واقتصادي بامتياز، منذ أن “شقّتها” الطريق الدولية عام 1858، يوم أسس الكونت إدوار دي برتوي، الضابط في البحرية التجارية الفرنسية، شركة طريق بيروت ــ دمشق، التي عرفت باسم “الشركة الإمبريالية العثمانية لطريق بيروت ــ دمشق”، وذلك بعدما نال امتيازاً من السلطنة العثمانية.ومنذ ذاك التاريخ حتى اليوم، تنبض شتورا بالحياة. فلا يمكن مصرفاً تجارياً أن ينطلق ما لم يكن له فرع في شتورا ــ جديتا، ولا حتى أصغر مؤسسة اقتصادية تعمل على الصعيد الوطني. فالجميع يريد شتورا، وشتورا تريدهم بمؤسساتهم.
وإضافة الى تاريخها العريق في العمل المصرفي (فيها أكثر من 60 فرعاً لمصارف لبنانية وعربية) تفتخر أيضاً بتاريخها العريق في العمل الفندقي والسياحي.. وإن كان هذا القطاع قد بدأ يتراجع دوره بسبب “الأزمات” الاقتصادية ــ الاجتماعية المتلاحقة التي تعصف بلبنان، وصار هذا التراجع يهدد مصير مؤسسات لا يمكن المرء ان يتخيل شتورا من دونها.
تعاني شتورا اليوم تدنّياً في الخدمات، وتحاول مطاعمها ومقاهيها تلبية بعض احتياجات المدينة التي ترغب بأن تعود من جديد مركز جذب لأبناء الشرق والغرب.