خالد صاغيّة
رغم كلّ شيء، ما زال بين السياسيّين في لبنان أهلُ خير. وهم يسعون لحلّ الخلاف القائم حالياً بين وزير الداخلية بالوكالة وبين المدير العام للأمن العام. ولأنّهم أهلُ خير، فإنّ أفكارهم واقتراحاتهم لا تنمّ إلا عن الخير. ومن تلك الأفكار الخيّرة، ذاك الاقتراح البسيط لحلّ المشكلة: لمَ لا يعود إلى وزارة الداخلية الوزير الأصيل السيّد حسن السبع؟
فكرة رائعة حقاً. فنحن اللبــــنانيين لسنا معتادين أصلاً مشهد وزراء يغادرون الساحة السياسية من غير رجعة. ثمّ إنّنا مشتاقون فعلاً لمعالي الوزير السبع، وللتعليقات «تاعوله».
كيف لنا أن ننسى مثلاً حين انفجر معاليه في إحدى الصحافيات بعد متفجّرة الجعيتاوي لمجرّد طرحها سؤالاً عن «الدليل»؟ كيف لنا أن ننسى مرارته لكون مرتكب التفجير لم يترك «سي. في» في مسرح الجريمة؟ كيف لنا أن ننسى الرسوم الدنماركيّة حين تحوّلت إلى توطئة حرب أهليّة في الأشرفيّة؟ كيف لنا أن ننسى كيف استمرار مهزلة الأشرفية لساعات، من دون أن يتمكّن الوزير الأصيل من تحريك دركيّ واحد؟ كيف لنا أن ننسى يافطات شارع الحمراء، وبكاء مدينة بيروت حين استقال «سبعها»؟
«أيا ليت السبعَ يعود يوماً / لأُخبره بما فعل الفتفتُ». كان الشاعر على حقّ. فمن الأشـــرفيّة إلى مرجعيون، مروراً بمآثر فتفتيّة كثيرة ما زالت طيّ الكتمان، تمكّن الوكيل من التفوّق على الأصيل، في فضيحة سلطة وفضيحة نظام تتعدّى الأصيل والوكيل مجتمعين.