حين رسم الايطالي ليوناردو دافنتشي رائعته الموناليزا، كانت صاحبة هذا الوجه الجديد قد وضعت للتو مولوداً وقد رفعت شعرها إلى الأعلى على هيئة “شينيو”، هذا ما جاء أخيراً في دراسة وضعها باحثون من المركز الوطني للأبحاث في كندا.أخضع الباحثون اللوحة وصوراً عنها لاختبارات تكنولوجية، وحاولوا دراستها في ثلاثة أبعاد، وقد أجروا بحثهم هذا تلبية لطلب من إدارة متحف اللوفر الفرنسي، ونشرت صحيفة “لوفيغارو” نتائجها أمس.
وقال أمين متاحف فرنسا برونو موتان: “رسمت هذه اللوحة تكريماً للابن الثاني لصاحبة الابتسامة اللغز، كان هذا الطفل قد ولد قبل فترة قصيرة جداً، تلتفت الشابة، تنظر في العيون المحدّقة إلى اللوحة وتبتسم ابتسامة خفيفة”. وأضاف بفخر: “هذا هو السر الذي اكتشفناه”.
11 باحثاً شاركوا في هذه الدراسة، وقد اُخضعت اللوحة لأشعة مركزة، فتبين أن “موناليزا” كانت تضع منديلاً شفافاً علّقته بفتحة لباسها عند الصدر، وهو منديل كانت تضعه النساء بعد أن يلدن.
أما الاكتشاف الثاني والمهم جداً الذي توصل إليه الكنديون، فيتمثّل بتسريحة شعر الموناليزا، إذ ساد الاعتقاد بأنها جعلت شعرها يتدلى على كتفيها حين رسمها دافنتشي، لكن تبين أنها رفعته في شكل“شينيو”، وهذا الاكتشاف يبدد التساؤلات عن ابتسامة الموناليزا، فتسريحة الشعر المنسدل لم تكن من عادات النساء الملتزمات في ذلك العصر، بل اعتمدته الفتيات اللواتي كنّ لا يعرن كلام الناس أي اهتمام. والموناليزا ابنة عائلة معروفة وزوجها تاجر حرير.
الاكتشافان الكنديان لم يحلّا كل “الألغاز” التي تخفيها ابتسامة الموناليزا، وقال موتان إن دراسة جديدة ستجرى على اللوحة في محاولة لكشف المزيد من الأسرار، وتوقع اللجوء إلى تقنيات علمية وبحثية جديدة، لكنه أكد أن هذه اللوحة الفريدة ستظل تخفي المزيد من الأسرار.