علي سلمان
قاد أحمد سيارته على عجل فابنه الوحيد محمد مصاب بمرض في كليته وحالته تستدعي نقله الى المستشفى على وجه السرعة. كان الأب يقود بسرعة كبيرة، وبعد ربع ساعة فقط وصل أحمد الى المستشفى. تباطأ طبيب الطوارئ في الكشف على محمد سائلاً عن الأوراق اللازمة لإدخال الصبي الى المستشفى، فأتاه الرد من مكتب الدخول بأن بعض الأوراق ناقصة. فطلب الطبيب من أحمد أن يحضرها بسرعة نظراً إلى خطورة حالة ولده.
ارتبك الوالد، قاد سيارته من جديد بسرعة جنونية متوجّهاً الى بلدته شمسطار لإحضار الأوراق المطلوبة وكان ظلام الليل دامساً. ثم عاد الى المستشفى ليواجه مشكلة جديدة، فقد وقف أربعة شباب عند باب المستشفى وراحوا يوجّهون إليه عبارات قاسية. لم ينتبه أحمد إليهم بادئ الأمر لانشغال تفكيره بابنه فحاولوا ان يكبّلوا يديه متهمينه بسرقة سيارتهم. شعر بصدمة كبيرة عندما سمع الشتائم تُكال له، وشدد الشبان على ضرورة سوقه إلى أقرب مخفر. وقع خلاف كبير بين أحمد والشبان ليتبين له بعد التدقيق ان السيارة التي عاد بها إلى بلدته شديدة الشبه بسيارته لكنها ليست له.
أدرك الشبان الأربعة بعدما تدخل عاملون في المستشفى أن أحمد لم يكن يقصد سرقة سيارتهم، وجرت جلسة مصالحة بينه وبينهم.