رام الله – يوسف الشايب
«أعيش مع صديقتي منذ أربع سنوات, ولكنني استدعيت للخدمة في الجيش، بموجب الأمر العسكري رقم 8 سأخدم في لبنان، وأخشى أن أموت هناك، وأريد أن احفظ زرعي في حال وقعت الكارثة... » هذا ما قاله احد جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمندوبة منظمة صحية في إسرائيل، قبل أن يغادر مع كتيبته محاولاً التسلل إلى جنوب لبنان للمشاركة في القتال ضد المقاومة اللبنانية. وهو يعرف أن “الأمر ليس نزهة، والمعارك شرسة”.



صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية نشرت كلام الجندي الاسرائيلي في إطار تحقيق عن الجنود المشاركين في الحرب ضد لبنان. غالبيتهم في العقد الثاني من العمر يشعرون بأن الموت في انتظارهم في قرى الجنوب اللبناني ويبدو أنهم سلموا بالأمر لذلك راحوا يفكرون “باستمراريتهم” أي بذريتهم، وقد توجه أخيراً أكثر من ثلاثين جندياً إسرائيلياً، غالبيتهم من جنود الاحتياط، إلى منظمة «عائلة جديدة» الإسرائيلية، وقدموا عينات من زرعهم، وطالبوا بتجميدها، أو منحها لزوجاتهم أو صديقاتهم، أو لورثتهم، إذا قضوا نحبهم في لبنان.
محامية المنظمة اريت روز نبلوم قدمت مشروع قانون يمكن الجنود الحربيين في جيش إسرائيل، من تجميد حيواناتهم المنوية “للضرورة”، وتقول: “يريد الجنود أن يحفظوا سلالاتهم، بل إن عدداً من الجنود ليس لهم زوجات أو صديقات، لكن الشعور بالفناء يدفعهم للتفكير بالوراثة”.
وكتب الجنود في عقد وقعوه مع المنظمة مطالبين “بتجميد حيواناتهم المنوية في حال وقعت الواقعة، وقتلوا في الحرب، ليتسنى لزوجاتهم أو صديقاتهم، استخدام هذا الزرع في الحمل مستقبلاً”.
جندي احتياط في العقد الثالث من عمره، رمزت له «يديعوت أحرونوت» بالحرف «ر»، أصيب «بجروح بسيطة في المعارك»، فوجه رسالة إلى المنظمة جاء فيها «أنا في المستشفى أعالج من جراحي .. لحسن حظي كانت إصابتي طفيفة، وكان من الممكن أن تكون أشد .. أريد استقبال أحد مندوبيكم ليقدم لي معلومات حول قضية تجميد الزرع، فقد أموت في المعركة المقبلة”.
“ج” كما سمته الصحيفة الاسرائيلية جندي من كتيبة «جفعاتي»، أرسل رسالة إلكترونية لمدير في المنظمة كتب فيها “أنا متزوج منذ 6 شهور، وخضعت للتدريب العسكري المكثف وسأذهب إلى خط النار مع الجنود الآخرين ... كيف يمكن لي أن أجمد زرعي؟». وانضم “ج” إلى المستفيدين من خدمات «عائلة جديدة».
وحسب نبلوم، فإن الكثير من أعضاء الكنيست يؤيدون اقتراح تشريع قانون «الحاضر البيولوجي» الذي يسمح للجنود بحفظ حيواناتهم المنوية. وقد اقترحت المحامية الاسرائيلية إقامة بنك منوي تستطيع الصبايا الذهاب إليه والحمل من زرعه، لمحاربة عقدة الفناء، لكنها لفتت إلى أن “إسرائيل قد تواجه مشكلة اجتماعية في نسب الولد، أو التعامل الاجتماعي مع الأسرة في تلك الحالة”، مع أنها ترى أنه «طالما أن الدولة تعرض حياة الجنود للخطر، فمن حق هؤلاء الجنود أن يبحثوا عن التوالد، كما إن البنك المذكور يمكّن نساء إسرائيل من التوالد مع «شهداء الجيش».