سام القنطار
منذ سقوط أول صاروخ للمقاومة على شمال فلسطين المحتلة، أرسلت «شيرا» (24 سنة) وهي فتاة إسرائيلية تعيش في حيفا، رسالة عبر منتدى Beirut.com تقول فيها: «بعد كل ما جرى هل ستواعد يهودية؟». طرحت شيرا عدداً من الأسئلة، مما ساعدها على اختبار مشاعر مراهقين لبنانيين تجاه إسرائيل. الأجوبة التي تلقتها كانت متنوعة لكنها تستبعد أن تواعد أي لبناني في المستقبل.
رواية شيرا مؤشر إلى نمو واسع في الحوارات الالكترونية بين اللبنانيين والإسرائيليين. تصفها «بأنها عنيفة في بعض الأحيان، إذ إنها تُشبّه تصرفات الجيش الإسرائيلي بتصرفات الجيش النازي، إضافة إلى الدعوة الى هجوم عربي شامل على الدولة العبرية». وتضيف: «عادة أتجاهل التعليقات المؤذية والعنيفة، وأبحث عن الأشخاص الذين يمكنني أن أتواصل معهم، أريد أن يخرجوا بانطباع بأنني لست العدو». وترى « أنه على عكس ما يشاع عن اللبنانيين بأنهم منغمسون في السياسة، اكتشفت أن عدداً من الشباب مولع بالثقافة والترفيه. مثل معظم رفاقي يبدو أن الشباب اللبناني لن يسمح لهذه الحرب بأن تأخذه من عالمه الخاص لمجرد أنها وقعت».
«ليزا غولدمن» مدونة إسرائيلية، تؤكد أن الحوارات انطلقت قبل وقت طويل. وترصد في مدونتها الحوارات منذ اندلاع الحرب، وتقول: «لدينا أطنان من الأفكار المشتركة، نحن ننتمي إلى أكثر دولتين ليبراليتين في منطقة الشرق الأوسط، لقد حلمنا بالحدود المفتوحة بين بلدينا»، وتروي كيف كان مدون لبناني يصف لها أصوات الصواريخ التي تقع في الخارج خلال محادثتهما عبر غرفة الدردشة. وتتابع «لا أحد يستطيع تجاهل أنه في أثناء الاقتتال العنيف بين دولتين كان مواطنو هاتين الدولتين يتحادثون عبر الإنترنت، إنها أكثر الحروب التي شهدت تدويناً افتراضياً عبر التاريخ».
http://ontheface.blogware.com