صفوح منجدرامي شاب طرابلسي أنهى دراسته في كلية الحقوق، ويتهيّأ لممارسة مهنة المحاماة عندما تلقّى ذووه خبر دعوة “المجنّدين” للالتحاق بثكناتهم.
أهل رامي وشقيقاته، قبل أن تصلهم المعلومات التوضيحية، وحيثيات دعوة المجنّدين، أصيبوا بإغماءات، ما استدعى حضور طبيب في شكل طارئ لمعالجتهم. وقد تمكّن الطبيب من أن يشرح لهم شروط الدعوة وكشف لهم أن القرار خاص بالمسرّحين من الجندية فقط وفق شروط محددة.
رامي يعيش مع عائلته عند مستديرة الملعب البلدي في طرابلس، ويقول إن تصرّف ذويه يعكس عدم الرغبة في خدمة الوطن وخصوصاً خلال الأزمات، ولكنه لفت إلى رغبتهم الحقيقية في أن يحقق ابنهم حلمه في مزاولة مهنة المحاماةوجورج، وهو من سكان الزاهرية في طرابلس، تلقّى أيضاً خبر “استدعاء الشبان الى التجنيد” أثناء وجوده في أحد المنتجعات البحرية في أنفة ــ الكورة، وكاد أيضاً أن يُصاب بإحباط شديد، وباشر على الفور في إجراء اتصالات عاجلة بهذا الزعيم، أو ذاك النائب، حتى لا يطال قرار التجنيد ابنه الذي أنهى خدمة العلم.
حالة الهلع من التجنيد في طرابلس قابلها ترحيب بالقرار في عكار، فهذه المنطقة تعدّ “الخزان البشري لعسكر لبنان”، ولدى سماع القرار انطلقت الزغاريد وحلقات الدبكة، وتلقى “الزعماء المحليون” اتصالات من أبناء عكار ليعملوا على انخراط أكبر عدد ممكن منهم “في الجندية”.
ففي بلدة ببنين مثلاً، وهي أكبر البلدات العكّارية سكانياً، تبادل الأهالي التهاني بصدور القرار.