سبقَ أنْ قلتُ لهم: «أنا معكوسُ الله»...
في يومٍ ما، يومٍ أراهُ ولا يستطيعون رؤيته،
فيما لو صرتُ زعيماً وطنياً (رئيس وزارةٍ على سبيلِ المثال):
سأصيرُ غنيّاً، قوياً، مخيفاً، وذا سطوة (نعم، مِن حقكم أن تفكّروا في جدوى أكاديميات الدعارة، وشبكاتِ تهريب الأسلحة والمخدّرات).
سيخترعون لي البطولات، ويَروون عني المآثر.
سيجلسون في الأماسي ويَحكون كم كنتُ كريماً، وشجاعاً، وطيباً، ومحبّاً للإنسانيةِ وأفعالِ الخير.
ولسوف يتدرّبون في أوقات فراغهم على تبيـيضِ تاريخِ حياتي، وتلفيقِ شجرةِ عائلتي (واصلةً إلى القدّيس بطرس الرسول).
ولعلّ البعض (بل ربما الجميع) سيُعَـلِّـقون صُوَري في صدورِ الصالونات والدواوين والمكاتب (بل وحتى على حيطان الأضرحة).. ويقولون: انظروا ! هوذا واحدٌ منا.
أما أنا فلأنني لستُ طيّباً...
لأنني مجرّدُ صعلوكٍ غنيّ وقويّ،
فسأكتفي, كعادتي, بتَمَنّي انقراضِ الجميع
وأبصقُ مِن جميعِ قلبي.
..
سبقَ أنْ قلت...
14/3/2015