سيا وغريس وليلى وكارول والأخريات: «بيبلوس» تتهيأ لصيف الجدعان!

  • 0
  • ض
  • ض

… ثم جاء دور «بيبلوس». عدنا إلى الفندق الأنيق قرب المرفأ القديم. على المنصة منذ العام الماضي الوزيران ميشال فرعون (السياحة) وروني عريجي (الثقافة)، ولطيفة اللقيس، رئيسة لجنة «مهرجانات بيبلوس الدوليّة»، ورئيس بلديّة جبيل زياد حوّاط، بكامل برونزاجه، تعلو محيّاه نشوة المنتصر في الانتخابات البلديّة الأخيرة. وممثل البنك الداعم طبعاً.

وهناك ناجي باز، قابعاً في الزاوية إيّاها، إلى أقصى اليمين، منتظراً بصبر أن تنتهي «المكلمة» ويحين دوره، ليكشف عن البرمجة التي أقيم المؤتمر الصحافي على شرفها. رئيسة المهرجان ذكّرتنا أن ««مهرجانات بيبلوس الدولية» مؤسسة لا تبغي الربح وهدفها ثقافي، سياحي، اجتماعي، اقتصادي تؤمن باستمرارية وجه لبنان الحضاري مهما كانت الظروف، بدليل، استمرارية بالعمل رغم جميع الصعاب». رئيس البلديّة، ذكّر أن جبيل، هذا العام، هي «عاصمة السياحة العربيّة»، وركّز كعادته على الدور التنموي للفن والثقافة. وزير الثقافة بشّرنا بأن «متحف الموجودات الأثريّة» في جبيل فتح أبوابه مجدّداً، بعد اعادة تأهيله وتموينه وتحصينه ضد الحراميّة. المتحف الذي تعرّض للسرقة أيّام خلفه السيئ الذكر كابي ليّون، لم يقل لنا معاليه كلمة عن مسار التحقيقات بشأنه. هل عرف الجاني؟ هل استعيدت المسروقات؟ وزير السياحة توقّف عند النشاطات الخاصة بـ «طريق الرومان» (هناك أيضاً «طريق الفينيقيين»، لكن تلك مسألة أخرى) بين بعلبك وجبيل. لفتنا إلى أن هذه الطريق تمرّ بـ «بوادي أدونيس» الذي كاد يصنّف على قائمة التراث العالمي… «لولا بعض الكسّارات». عن أهميّة لولا في اللغة العربيّة، «لولا: حرف امتناع لوجود مبني على السكون لا محل له من الإعراب». وأضاف أن مئات الأشجار تقطع اليوم في «وادي أدونيس»… «بس ما صرلنا وقت نسلّط الضوء على هالمجزرة»! لا تعليق.
كان هناك وجه جديد على المنصّة: كارول سماحة نجمة الموسم الجبيلي 2016. معها سيفتتح المهرجان يوم 15 تموز (يوليو). تعود الفنانة اللبنانيّة إلى الميناء الفينيقي بعد تسع سنوات على تقديمها دور «زنوبيا» مع المعلّم الراحل منصور الرحباني، لتقدّم مسارها الخاص منذ «حلم» (2003) إلى «ذكرياتي» (2016)، ضمن استعراض غنائي راقص بتوقيع جيرار أفيديسيان وسامي خوري. تحدّثت كارول عن عودتها وشكرت كل من طاولته يدها. ثم ختمت سائلة من حولها: حدا بعد بدّو يحكي؟ طبعاً كارول، الشخص الأساسي لم يتحدّث بعد. ناجي باز بنظارتيه التروتسكيتين، سيميط اللثام عن برمجة هذا الصيف. شارحاً الدوافع، ومتوقفاً عند مواطن القوّة، وواضعاً التجارب في إطارها الثقافي والسياسي. الـ Bossa Nova مثلاً متمثلة بالثنائي البرازيلي توكينو ماريا كروزا (١٦/ ٧)، حركة اجتماعيّة فنيّة لا مفرّ من استعادة أبيها المؤسس الشاعر فينيسيوس دي موراليس صاحب «فتاة إيبانيما» التي خلّدها أنطونيو كارلوس جوبيم. وحين يصل الى مكسيم لوفورستييه مغنياً جورج براسينس (28 تموز/ يوليو)، لن يفوته أن يستعيد الثورة الطلابية في فرنسا (أيار/ مايو ١٩٦٨) التي انجبت لوفورستييه. المغنّي الفرنسي الشاب حلق لحيته اليوم وقص شعره وبات أكثر اعتدالاً. وهو سيؤدّي سيد الشعراء والفوضويين جورج براسينس. في كل برمجة يوقعها باز، هناك دائماً محطّة أنانيّة سريّة، يختارها لمتعته الخاصة!
المحطّات العالميّة الأخرى تمتاز بقدرتها على استقطاب الجماهير: من عازف الساكس Kenny G (٢١/ ٧) صاحب الأسلوب الرومنسي، و«أشهر عازف جاز في العالم»، إلى أيقونة الثمانينيات السمراء غريس جونس (٢٤/ ٧) التي تسكن مخيلاتنا كعارضة وممثلة وكظاهرة و«ماركة مسجّلة» قبل ليدي غاغا بجيل كامل… وصولاً إلى المغنية الأستراليّة، والنجمة، وأسطورة البوب SIA مسك ختام «بيبلوس (٩ آب/ أغسطس). إنّها لحظة الذروة في البرمجة. لن نرى وجهها المختبئ خلف البيروكات والقبعات، لكننا سنراها تلهب الجمهور الذي يُخجلها، في هذه الزيارة الأولى إلى المنطقة. ستنقل استعراضها الكاليفورني (كوتشيلا) قبل شهرين إلى جبيل، حيث تقام ورشة لتوسيع المدارج كي تستوعب ٨ آلاف مشاهد سيأتون من المنطقة كلّها لمشاهدة «سيا» ملكة المليار و٣٠٠ ألف كليك على يوتيوب.
يبقى أن هذه الدورة من «بيبلوس» هي دورة لبنانيّة بامتياز. إلى جانب كارول سماحة، سيقدم المهرجان صيغة مطوّرة من عمل هشام جابر المميّز «هشك بشك». كاباريه الزمن القاهري السعيد مع فناني وفنانات «مترو المدينة»، في قالب «أوبرالي» استعراضي موسع جديد، مع أوركسترا يديرها المايسترو لبنان بعلبكي (٣١/ ٧). والمفاجأة الأخيرة التي يخبّئها لنا ناجي باز هي حفلة فريق الروك البديل اللبناني «مشروع ليلى» (٥/ ٨). حين غامر هذا الأخير، ودعا حامد سنّو ورفاقه إلى بيبلوس العام 2010، لم يكونوا بعد الفرقة العالميّة التي تحقق الاقبال حيثما حلّت. وكان أن حققت أمسية «ليلى» يومذاك نجاحاً منقطع النظير. فماذا نتوقّع هذا العام إذاً؟ ٦٠٠٠ آلاف مشاهد في أقل تقدير! سيكون هذا الموعد هو العزاء الوحيد لهواة الروك، فقد عجز المدير الفنّي لبيبلوس عن اقناع كبار الروك البديل والميتال في المجيء إلى لبنان. بسبب «رهاب الارهاب»؟ كلّما ازداد الصوت قسوة وتطرفاً، بات أصحابه أكثر جبناً وهشاشة إذاً؟ الجدعان كلّهم في بيبلوس هذا الصيف، في كل الأحوال!

«مهرجانات بيبلوس الدولية»: من 15 تموز (يوليو) حتى 9 آب (أغسطس) ــــ byblosfestival.org

  • أيقونة الثمانينيات غريس جونس تشارك في المهرجان

    أيقونة الثمانينيات غريس جونس تشارك في المهرجان

0 تعليق

التعليقات