الكلُّ يستخفُّ بي.

.. ..

أرجوكم (أقول لهم) أرجوكم !

أنا لستُ ضئيلاً إلى هذه الدرجة.

انظروا ! هل تنظرون؟

لحيتي تكادُ تُلامِسُ الأرض

ونمرةُ حذائي لا تقلُّ عن الـ «41» إلا قليلاً.

.. ..

مع ذلك، لم أستطع إقناعهم بأنني، أولاً وأخيراً،

وأيّاً كان طولُ لحيتي أو نمرةُ حذائي،

كائنٌ طبيعيّ

مُسجَّلٌ بصورةٍ نظاميّة

في ماراتون الحياة

ودفاترِ نفوسِ الدولة.


.. ..

«حسناً، عليكَ بالإثبات!» / يقولون.

وهكذا أعرف أنني أَوقَعت نفسي في الكمين، بدون أنْ أنتبه.

17/3/2015


مغَفَّل


.... ثم قلتُ لنفسي:

ولماذا تخافُ يا ولد؟

أنتَ، أصلاً، في حاجةٍ للامتناع عن التدخينِ، والثرثرةِ، ومخالطةِ النساءِ، وتعاطي المشروبات الروحية، واستذكارِ (وهذا أهمُّ ما في الأمر) ما يُعانيه أشِقّاؤكَ اليائسون.. مِن فداحةِ الآلام... وضراوةِ الإدمانِ على الأمل.

.. ..

لطالما قلتُ ذلك.

ولطالما ادَّعَيتُ أنني أنسى!

17/3/2015