في المنزل العتيق لجمعية «بيروت دي سي»، الواقع في أحد زواريب فرن الشباك، عُقد أمس مؤتمر صحافي لإطلاق مشروع «الكرفانة ــ والعالم يسمع» الذي سيجول في المناطق اللبنانية ابتداءً من 21 حزيران (يونيو). مع مديرة الجمعية اللبنانية زينة صفير، عرفتنا المديرة الفنية للمشروع سابين شقير إلى «كرفانة» التي تنفذها جمعية «بيروت دي سي» بالتعاون مع «كلاون مي إن»، وجمعية «سوا للتنمية والإغاثة» ومسرح «تيموا» بدعم من «الاتحاد الأوروبي» و«اليونيسيف» و«معهد غوته» في لبنان. أمام الأوضاع المأسوية للاجئين من ظروف اقتصادية وصحية مرهقة، ومعاناة من العنصرية، بدأت سابين شقير (كلاون مي إن) وفرح قاسم (بيروت دي سي) منذ ثلاثة أشهر بتسجيل وتوثيق قصص معلّقة للاجئين سوريين في يومياتهم داخل مخيمات البقاع. وانطلاقاً من إيمانهم بضرورة مشاركة هذه القصص مع الناس، نشر القائمون على المشروع عشرين منها على يوتيوب تحت عنوانThe Caravan Lebanon. تستعيد القصص خصوصية اللاجئين وسردياتهم الحميمة خلال الحرب، لتتحول إلى أداة لمواجهة التعميم الذي يجري التعامل به معهم ككل ضحايا الحرب السورية. تخبرنا إحدى النساء عن مولودتها الجديدة التي قضت قبل أن تستطيع العثور لها على مستشفى يؤويها. «أم خميس» التي ابتلعت الحرب تفاصيل علاقتها «الرومانسية» مع زوجها التي كان يحرسها صوت أم كلثوم معظم الأحيان، نسيت أنوثتها بسبب العمل بالأخشاب، بعدما اعتقل زوجها قبل خمس سنوات. تروي القصص سير الفقد الشخصية، التي توثّق بدورها التجارب الجماعية لآلاف السوريين في الشتات. عمد الفريق إلى مسرحة هذه القصص المسجلة صوتياً، مع موسيقى وإيقاعات تعزز الحبكة الدرامية.
خلال تلك الفترة، عملت الشابتان سابين شقير وفرح قاسم مع 140 امرأة و60 رجلاً و50 طفلاً في 5 مخيمات في البقاع الغربي تديرها جمعية «سوا للتنمية والإغاثة». مرّ المشروع بمراحل عدّة، بدءاً بورش العمل، التي شكّلت فسحة للاجئين للحديث عن معاناتهم وحاجاتهم وأفكارهم بما يشبه التطهير النفسي، وصولاً إلى اكتشاف مواهبهم وقدراتهم الفنية في أثناء التدريبات الجسدية والسردية. هكذا جرى اختيار ثماني قصص وتوليفها ضمن قالب مسرحي فكاهي ستقدّمه مجموعة من 6 ممثلين مع مهندس صوت من اللاجئين ضمن مشروع ينتمي إلى عروض الشارع بعنوان «كرفانة»، بعدما اختتموا البروفات النهائية مع شقير وأيلين كوننت.
العرض الذي يحمل اسم منازل اللاجئين، يرتكز إلى جانب السرد، على الحركة والرقص والدمى، وعلى السينوغرافيا التي أنجزها الممثلون أنفسهم مع المصمم وليد صليبا، من الغالونات والأقمشة والبلاستيك. وبما أن عدداً من اللاجئين المشاركين في العمل لا يملكون أوراقاً ثبوتية، استعان القائمون بمجموعة من الممثلين السوريين المحترفين لتقديم العرض في المناطق التي لا يستطيع أولئك الوصول إليها، هم عبدالله جطل، وماسا زاهر، ومحمد لطوف، وأيمن حموي. سيجول الممثلون على المناطق اللبنانية داخل باص، ليقدّموا «كرفانة» ابتداءً من 21 حزيران (يونيو) الحالي في سوق سعدنايل، لينتقل بعدها إلى إهدن، وطرابلس، وعاليه، وبيروت، وصيدا، وصور وبعض المخيمات الفلسطينية مثل «المية ومية» (صيدا)، و«الرحمة» (بر الياس)، و«صبرا وشاتيلا» (بيروت) و«السندباد» (تعلبايا) حتى 32 تموز (يوليو).

* «كرفانة ــ والعالم يسمع»: ابتداءً من 21 حزيران (يونيو) حتى 23 تموز (يوليو) في المناطق اللبنانية. للاستعلام: 03/971579

https://www.youtube.com/channel/UCTejOSijswe_RFerlfkYVoQ/videos