ها أنا قُدّامَ الحياة. ها أنا على عتبةِ أرضِها. ها أنا (أنا الذي يُسَمّونهُ تُرجمانَ المخلوقاتِ الضعيفة) أَتَـنَسَّمُ رائحةَ السخاءِ الأرضيّ.
ها أنا أرى الأصفرَ، والأخضرَ، وزرقةَ الهواءِ، ولَوعةَ الشقائِقِ الـمَكْلومةْ،
وأَتَـنَصَّتُ إلى ما يَهمِسُهُ عِرقُ النعناعِ، وما تَذرفهُ تُوَيجةُ الوردِ، وما يُتَمْتِمُهُ النسغُ الحيِيُّ في ذؤاباتِ الأشجار، وما... وما... وما... إلخ.

صّدِّقوا!
مِن الصعبِ عليَّ أنْ أشرحَ لماذا، كلّما أبصرتُ الأخضرَ، والأصفرَ، والشجرةَ، وشقيقةَ النعمان...
لماذا أيها الناس (أنتم الذين لا أكثرَ مِنْ ناس؛ أنتم الذين لستم شجرةً، ولا أُقحوانةً، ولا عشبةَ أرض)
لماذا، كلما أبصرتُ هذه المخلوقاتِ الضعيفةَ الـ«ما فوقَ سماويّة»،
يَلتَهبُ غشاءُ قلبي مِن الخوف
فلا أفكِّرُ إلاّ في كيفيّةِ إلغائكم مِن قائمةِ نُزَلاءِ هذا الكوكب!
لعلّكم تَصَدِّقون!
5/5/2015