عبر البساطة والفكاهة، طوّرت مايا زنقول (1986) أسلوباً خاصاً لشرائطها المصوّرة في مجابهة أحداث المجتمع اليومية والهامشية. رأينا هذا في مدوّنتها التي تتضمن رسومات وتعليقات يومية انتقلت لاحقاً إلى كتاب «أملغام» بجزءيه الأوّل (2009) والثاني (2010)، اللذين يضجّان بالسخرية اللاذعة من المجتمع اللبناني.تجعل زنقول من نفسها شخصية رئيسة تتوقّف عند وضع المرأة اللبنانية، وظروف العمّال الأجانب، وتسليع جسد المرأة في الإعلانات، كما أنّها لا تغيب عن يوميات الشارع، فلا تنسى زحمة السير ولا الانقطاع المتواصل للكهرباء والبطء المميت في سرعة الإنترنت. لكن الأمر يختلف قليلاً هذه المرّة في مؤلّفها الكوميكس الجديد «بيروت ــ نيويورك» الذي توقّعه الفنانة اللبنانية عند السادسة من مساء الخميس 20 تشرين الأوّل (أكتوبر) في «متحف سرسق» (الأشرفية ــ بيروت). شخصيّتها الرئيسة التي رافقت اكتشافاتها السابقة تغيب اليوم، إلا عن صفحة واحدة في كتابها الذي ينقل رحلة جديدة بعيداً عن بيروت، إلى مدينة نيويورك تحديداً. بعد زيارتها إلى المدينة الصاخبة خلال الصيف الماضي، وقعت زنقول ضحية سؤال رئيسي: ما الذي يجعل من نيويورك مدينة عالمية؟ حينما كانت تبحث عن الإجابة، وجدت نفسها تقارن بديهياً بين نيويورك وبيروت. كتاب الكوميكس الجديد عبارة عن 40 مقارنة باللغة الإنكليزية بين المدينتين، سنراها بعين زنقول التي تربط بين هاتين المدينتين.
مثلاً، تتشابه سيارة الأجرة الشهيرة بالتاكسي الأيقونية في نيويورك. سنعرف أيضاً أن لبيروت مدينتها الصينية (تشاينا تاون) كما نيويورك، وهي برج حمود، كما أننا سنتذوّق وجه الشبه بين طبق الكنافة والـ «تشيز كيك». هناك طبعاً أوجه شبه كثيرة عثرت عليها زنقول، لكن علينا أن ننتظر أيّاماً قليلة لقراءتها ورؤيتها في «بيروت ــ نيويورك».

توقيع كتاب «بيروت ــ نيويورك» لمايا زنقول: بعد غدٍ الخميس ــ من السادسة حتى الثامنة مساءً ــ «متحف سرسق» (الأشرفية ــ بيروت).