بعد الجدل الكبير الذي أثارته «الأكاديمية الوطنية للسينما» في فرنسا، قبل أشهر، باختيارها المخرج البولندي الفرنسي رومان بولانسكي (1933) لترؤس جوائز «سيزار»، أُعلنت مساء الجمعة نتائج الدورة 42 من الجائزة الفرنسية السنوية. للمرّة الأولى في تاريخها، منحت الجائزة في احتفال أقيم في باريس من دون رئيس للجنة، بعدما تخلى بولانسكي عن المهمّة نتيجة ضغوط مارستها بعض الجمعيات النسوية على خلفية دعوى الاغتصاب التي تلاحقه منذ 40 عاماً.
وبعدما فتك بجائزتي «غولدن غلوب» عن أفضل ممثلة وأفضل فيلم أجنبي، حاز فيلم «هي» (Elle) للمخرج الهولندي بول فيرهوفن جائزتين في «سيزار». إذ نال العمل جائزة أفضل فيلم، فيما حصلت بطلة الشريط الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير (الصورة) على جائزة أفضل ممثلة، عن دورها اللافت الذي تتنافس عنه على جوائز «الأوسكار» أيضاً مع بطلة «لا لا لاند» إيما ستون. أما الكندي كزافييه دولان، فقد استحقّ «سيزار أفضل مخرج» عن فيلمه «إنها فقط نهاية العالم» المقتبس عن مسرحية للفرنسي جان لوك لاغاراسيه. كذلك حاز «إنها فقط نهاية العالم» جائزة «أفضل مونتاج»، ونال بطله غاسبار أولييل «جائزة أفضل ممثل». أما صاحب السعفة الذهبية في «كان» (2016) البريطاني كين لوتش، فقد نال شريطه «أنا دانيال بليك» جائزة «سيزار أفضل فيلم أجنبي». أجواء سياسية ملأت أجواء الحفلة مساء الجمعة، إذ دعا لوتش الذي يعتبر عرّاب السينما اليسارية الأوروبية، الفرنسيين إلى التصويت لليسار الفرنسي في الانتخابات الرئاسية في نيسان (أبريل) المقبل. ولدى تسلّمه «جائزة سيزار فخرية»، وجّه الممثل الأميركي جورج كلوني انتقاداته إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب داعياً «كل المواطنين في العالم إلى التكاتف كيلا تنتصر الكراهية».