مثلما يفعلُ البحّارةُ الموشكون على الهلاك،ومِن على بُعدِ آلافِ الأميالِ الضوئـيّة،
كتبتُ هذا الصباح رسالةً (لعلّها آخِرُ رسالةٍ ستتاحُ لي كتابتها)
أَوْدَعتُها في زجاجةٍ مُحكَمة، وألقيتُ بها في عبابِ المحيطِ الكونيّ.

الرسالةُ ــ اختباراً لمزاعمِ الحكيم «داروِن» ــ مُوَجّهةٌ إلى «المستقبل»،
وتنطوي، بجميعِ اللغات السائدةِ على كوكبنا الراهن, على سؤالٍ واحد:
هل تَحوَّلَ الناسُ العائشون في زماننا، والذين لا بدّ أن يكونوا الآن قد صاروا مِن رعايا «المستقبل»،
إلى مخلوقاتٍ أرقى.. وصاروا بشراً؟
.. .. ..
نعم، أعرفُ: الرسالةُ ستستغرقُ ملايين السنين.
ولا أستَبعِدُ أنّ مَن سيقرأها في ذلك الزمن الجميلِ الرحيم
سيكون ديناصوراً، أو قرداً، أو... زهرةَ أقحوان.
4/3/2017